وقال ابن رجب في الفتح (٥/ ٤٦٢): "وقوله في هذه الرواية التي خرجها البخاري هنا: فثبت الأمر على ذلك، يدل على أن هذا من حين حدده عثمان استمر، ولم يترك بعده، وهذا يدل على أن عليًّا أقرَّ عليه، ولم يبطله، فقد اجتمع على فعله خليفتان من الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - أجمعين".
* فائدة:
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصلاة بعد الأذان الأول يوم الجمعة، فأجاب بجواب مفصل أطال فيه، ومما قال:"والصواب أن يقال: ليس قبل الجمعة سُنَّة راتبة مقدرة"، وقال أيضًا:"وقد احتج بعض الناس على الصلاة قبل الجمعة بقوله: "بين كل أذانين صلاة"، وعارضه غيره فقال: الأذان الذي على المنابر لم يكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن عثمان أمر به لما كثر الناس على عهده، ولم يكن يبلغهم الأذان حين خروجه وقعوده على المنبر، ويتوجه أن يقال: هذا الأذان لما سَنَّه عثمان واتفق المسلمون عليه صار أذانًا شرعيًا، وحينئذ فتكون الصلاة بينه وبين الأذان الثاني جائزة حسنة، وليست سُنَّة راتبة كالصلاة قبل صلاة المغرب، وحينئذ فمن فعل ذلك لم ينكَر عليه، ومن ترك ذلك لم ينكَر عليه، وهذا أعدل الأقوال" [مجموع الفتاوى (٢٤/ ١٩٣)].
***
٢٢٦ - باب الإمام يكلِّم الرجلَ في خطبته
١٠٩١ - . . . حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي: حدثنا مخلد بن يزيد: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، قال: لما استوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة، قال:"اجلِسوا"، فسمع ذلك ابنُ مسعود، فجلس على باب المسجد، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"تعالَ يا عبدَ الله بن مسعود".
قال أبو داود: هذا يُعرف مرسلًا، إنما رواه الناس عن عطاء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومخلد هو شيخ.
* حديث شاذ، صوابه مرسل
أخرجه الحاكم (١/ ٢٨٦)، والبيهقي (٣/ ٢٠٦)، وابن الجوزي في التحقيق (٨٠٦).
رواه عن يعقوب بن كعب الأنطاكي [وهو: ثقة]: أبو داود السجستاني [ثقة حافظ إمام]، ومحمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي البوشنجي [ثقة حافظ فقيه].
* تابع يعقوب الأنطاكي عليه:
إسحاق بن زريق الرسعني [ذكره ابن حبان في الثقات، وكان راويًا لإبراهيم بن خالد الصنعاني، روى عنه عن سفيان الثوري: الجامع الكبير. الثقات (٨/ ١٢١)، المؤتلف للدارقطني (٢/ ١٠٢٠)، الإكمال (٤/ ٥٧)، الأنساب (٣/ ٦٤)، التوضيح (٤/ ١٨٠)، وقد