للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣)} [آل عمران: ١٣٣]، ولعموم الأحاديث الدالة على: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجل بالعصر، ويصليها في أول وقتها، والشمس بيضاء نقية حية، ومداومته على ذلك [راجع حديث أنس المتقدم برقم (٤٠٤) وطرقه، وقد كتبت هناك ما يغني عن الإعادة].

الثاني: وقت اختيار: وهو من أول وقت العصر حين يصير ظل كل شيء مثله إلى أن يصير ظل كل شيء مثليه؛ لحديث جبريل - عليه السلام - لما صلى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في هذين الوقتين، ثم قال: "الوقت ما بين هذين الوقتين" يعني: وقت الاختيار، لا استيعاب وقت الجواز والاضطرار، وكذا حديث بريدة وجابر في سؤال السائل.

الثالث: وقت الجواز: ويمتد إلى قبيل اصفرار الشمس؛ لحديث عبد الله بن عمرو: "ووقت العصر ما لم تصفر الشمس"، وحديث أبي موسى في سؤال السائل (٣٩٥) قال: "وصلى العصر وقد اصفرت الشمس -أو قال: أمسى-" ثم قال: "الوقت فيما بين هذين"، وقوله: "وقد اصفرت الشمس" يعني: حين انصرافه منها، لا أنه ابتدأها بعدما اصفرت.

الرابع: وقت ضرورة: من اصفرار الشمس إلى الغروب، وهو لأصحاب الأعذار، لحديث أبي هريرة: "من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر"، وحديث أنس: "تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلا قليلًا".

فمن صلاها في هذا الوقت بغير عذر فهو آثم، وتقدم تقرير ذلك، والله أعلم.

***

[٦ - باب في وقت المغرب]

٤١٦ - . . . حماد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: كنا نصلي المغرب مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم نرمي فيرى أحدنا موضع نبله.

• حديث صحيح.

أخرجه ابن خزيمة (١/ ١٧٤/ ٣٣٨)، والضياء في المختارة (٥/ ٣٣ و ٣٤/ ١٦٣٧ و ١٦٣٨)، وأبو يعلى (٦/ ٦٢/ ٣٣٠٨)، وأبو العباس السراج في مسنده (٥٦٩ و ١١١٥)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٣٣٥٠)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٦٩/ ١٥٣٠)، والطحاوي (١/ ٢١٢)، والبيهقي (١/ ٤٤٧)، وابن عبد البر (٨/ ٨٩).

وهو حديث صحيح، مشهور عن حماد بن سلمة، رواه عنه من ثقات أصحابه: أبو سلمة التبوذكي موسى بن إسماعيل، وعلي بن الجعد، وداود بن شبيب الباهلي، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وهدبة بن خالد، وعبيد الله بن محمد العيشي، وحجاج بن المنهال الأنماطي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني.

<<  <  ج: ص:  >  >>