للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحاصل: فإن إثبات السجدتين في سورة الحج: قد ثبت عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد اللّه بن عمر، وأبي الدرداء، وأبي موسى، وابن عباس، وفي هذا تقوية لحديث عقبة بن عامر، ومرسل خالد بن معدان، والله أعلم.

° قال ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٦٣): "كل من نحفظ عنه من أهل العلم يرى أن السجدة الأولى من سورة الحج ثابتة، وممن ثبت ذلك عنه: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر، وابن عباس، ... "، ثم قال: "واختلفوا في السجدة الثانية في الحج، [ ... ]، أنه كان يرى أن يسجد في الحج سجدتين: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وأبو الدرداء، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عمرو، وقال أبو إسحاق: أدركت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين، وهذا قول أبي عبد الرحمن السلمي، وأبي العالية، وزر بن حبيش، وبه قال الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، ... ".

وقال ابن حزم في المحلى (٥/ ١٠٧): "أين المهولون من أصحاب مالك وأبي حنيفة بتعظيم خلاف الصاحب الذي لا يعرف له مخالف من الصحابة؟

وقد خالفوا هاهنا فعل عمر بحضرة الصحابة لا يعرف له منهم مخالف، ومعه طوائف ممن ذكرنا، ومعهم حديث مرسل بمثل ذلك، وطوائف من التابعين ومن بعدهم؟ وبه يقول الشافعي. وأما نحن فلا حجة عندنا إلا فيما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ... " إلى آخر ما قال.

قلت: قد روي ذلك من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً بإسناد متصل ضعفه محتمل، ينجبر بمرسل خالد بن معدان، وهو مرسل بإسناد حمصي جيد، وثبت ذلك عن عدد من الصحابة؛ عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن عمر، وأبي الدرداء، وأبي موسى، وابن عباس، مما يجعل النفس تطمئن إلى أن سجودهم في هاتين السجدتين لم يكن عن اجتهاد منهم، وإنما كان عن توقيف، لا سيما مع مجيء النص النبوي في وجوب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"، وقد أُمرنا بالاقتداء بهم: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر"، ثم علق حصول الرشد بطاعتهم: "إن يطع الناسُ أبا بكر وعمر يرشدوا" والله أعلم.

[٣٢٩ - باب من لم ير السجود في المفصل]

١٤٠٣ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن رافع: حدثنا أزهر بن القاسم، -قال محمد: رأيته بمكة-: حدثنا أبو قدامة، عن مطرٍ الوراق، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لم يسجد في شيء من المفصَّل منذ تحوَّل إلى المدينة.

حديث منكر

أخرجه من طريق محمد بن رافع به: ابن خزيمة (١/ ٢٨١/ ٥٦٠)، والطبراني في الكبير (١١/ ٣٣٤/ ١١٩٢٤)، وابن شاهين في الناسخ (٢٤٠)، والبيهقي في الخلافيات

<<  <  ج: ص:  >  >>