لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي عاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به"، ويسمي حاجته.
* ولفظ معن بن عيسى [عند البخاري (٧٣٩٠)]: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن أبي الموالي، قال: سمعت محمد بن المنكدر، يحدث عبد الله بن الحسن، يقول: أخبرني جابر بن عبد اللّه السلمي، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللَّهُمَّ إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللَّهُمَّ فإن كنت تعلم هذا الأمر - ثم تسميه بعينه - خيرًا لي في عاجل أمرِي وآجله - قال: أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللَّهُمَّ وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به".
قلت: وفي رواية معن هذه قرينة دالة على حفظ عبد الرحمن بن أبي الموالي لإسناد هذا الحديث، وأنه لم يهم فيه، ولم يسلك فيه جادة أهل المدينة، حيث حفظ فيه قصةً، وواقعةً حضرها بنفسه، حيث كان بحضرة محمد بن المنكدر وهو يحدث عبدَ الله بن الحسن، ويخبره بأنه سمع جابرًا يحدث بحديث الاستخارة، وهذا مما يبعد وقوع سلوك الجادة المدَّعى في قول أحمد بنكارة هذا الحديث؛ بل حفظه ابن أبي الموالي، حيث سمعه من ابن المنكدر، وسمعه ابن المنكدر من جابر، وحدث به ابنُ المنكدر عبدَ الله بن الحسن، وكان ابن أبي الموالي حاضرًا فسمع الحديث وحدث به، وعنه اشتهر بعد ذلك، فهو حديث صحيح ثابت، كما ذهب إلى ذلك البخاري وغيره، وراجع الموضع المذكور من تخريج أحاديث الذكر والدعاء، ففيه زيادة بيان، واللّه أعلم.
* * *
[٣٦٧ - باب في الاستعاذة]
١٥٣٩ - . . . إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب، قال: كان النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر.
* حديت صحيح
سبق تخريجه بطرقه في أحاديث الذكر والدعاء (٣/ ١١٦٨/ ٦١٧).