للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والوجه الثاني: أن يقال: إن معاذًا قد اضطرب في هذا الحديث فرواه مرة موصولًا، ومرة مرسلًا؛ فإن معاذًا لم يكن بذاك الحافظ، ولا كثير الرواية ممن يحتمل من مثله تعدد الأسانيد، والله أعلم.

• هذا من جهة السند؛ فأما من جهة المتن فإن هذا الحديث قد جاء على خلاف الأصل، في تكرار السورة الواحدة في الركعتين جميعًا، وتردُّدُ راويه في أن إعادةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - للسورة هل كان نسيانًا؛ يشير إلى هذا المعنى؛ لكون المعتاد من قراءته - صلى الله عليه وسلم - أن يقرأ في الركعة الثانية غير ما قرأ به في الأُولى؛ ولذلك فمن أتى بخلاف ذلك طالبناه بثبوت الدليل، ولا يثبت، والله أعلم.

هذا من وجه، ومن وجه آخر: فإن هذا الحديث يخالف الأحاديث الكثيرة في باب القراءة في الفجر، من كون النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ فيها بطوال المفصَّل، كما في حديث أبي هريرة المتقدم ذكره في شواهد الباب السابق، وكما سيأتي في الباب بعد هذا، فقد صح من حديث أبي برزة: أنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة، وصح أنَّه قرأ في الصبح بالصافات، والمؤمنون، والواقعة، وق، والطور، والسجدة، والإنسان، وأقصر سورة قرأ بها - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه: سورة التكوير، فليس في شيء من الصحيح أنَّه قرأ بالزلزلة ونحوها في القِصَر، إلا أن يقال بأن هذا كان في السفر، لكنها دعوى لا دليل عليها في هذا الحديث، والله أعلم.

***

[١٣٥ - باب القراءة في الفجر]

٨١٧ - . . . إسماعيل، عن أصبغَ مولى عمرو بن حُرَيث، عن عمرو بن حُرَيث، قال: كأني أسمعُ صوتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة الغداة: " {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦)} [التكوير: ١٥ - ١٦].

• حديث صحيح.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٣٥٩) تعليقًا، وابن ماجة (٨١٧)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ٣٨/ ٧١٧)، وأبو يعلى (٣/ ١٤٥ / ٤٦٣) و (٣/ ٤٨/ ١٤٦٩)، وابن جرير الطبري في المنتخب من ذيل المذيل (٥٨ و ٥٩)، والعقيلي في الضعفاء (١/ ١٢٩)، وابن عدي في الكامل (١/ ٤٠٨).

هكذا رواه عن إسماعيل بن أبي خالد: عبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، ووكيع بن الجراح، ومحمد بن يزيد الواسطي، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وإبراهيم بن حميد الرؤاسي، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>