على ذلك حديث عمارة بن رويبة، رواية بشر بن المفضل من حديث سهل بن سعد، والله أعلم.
* قال البيهقي بعد إيراد حديث عمارة بن رويبة وحديث سهل: "والقصد من الحديثين: إثبات الدعاء في الخطبة، ثم فيه من السنة: أن لا يرفع يديه في حال الدعاء في الخطبة، ويقتصر على أن يشير بإصبعه.
وثابت عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ "أنه مد يديه ودعا"، وذلك حين استسقى في خطبة الجمعة، فروينا عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ "أنه كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء حتى يُرى بياض إبطيه".
وروينا عن الزهري أنه قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب يوم الجمعة دعا فأشار بإصبعه وأمَّن الناس"، ورواه قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة موصولًا، وليس بصحيح، والله أعلم".
* وقد سبق أن تكلمت عن مسألة رفع اليدين في الدعاء حتى يُرى بياضُ الإبطين، وذلك تحت الحديث رقم (٧٤٦) فليراجع، وأن ذلك إنما كان في الاستسقاء، أو في الإشهاد، أو الاستنصار، والله أعلم.
وأما الدعاء في خطبة الجمعة فإنما يقتصر فيه بالإشارة بسبابة اليد اليمنى وحدها، كما سبق بيانه، والله أعلم.
***
٢٣١ - باب إقصار الخُطَب
١١٠٦ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير: حدثنا أبي: حدثنا العلاء بن صالح، عن عدي بن ثابت، عن أبي راشد، عن عمار بن ياسر، قال: "أَمَرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بإقصارِ الخُطَب".
* حديث صحيح
أخرجه من طريق محمد بن عبد الله بن نمير:
الحاكم (١/ ٢٨٩)، والبيهقي (٣/ ٢٠٨)، وابن عبد البر في التمهيد (١٠/ ١٩).
رواه عن محمد بن عبد الله بن نمير [وهو: ثقة حافظ]: أبو داود، ومطين محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي [وهما إمامان حافظان].
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح على شرط مسلم"، ثم ذكر حديث جابر بن سمرة الآتي.
* ورواه أبو بكر بن أبي شيبة [ثقة حافظ إمام]، وأحمد بن حنبل [ثقة حجة، إمام فقيه]، ومحمد بن عبد الله بن نمير [ثقة حافظ، وعنه بهذا اللفظ: أبو يعلى الحافظ]: