• هذا فيما يتعلق بتحول الإمام عن موضعه الذي صلى فيه المكتوبة، وأما المأموم فقد عقد له أبو داود بابًا بعد أبواب صفة الصلاة، وقبل أبواب السهو، وذكر فيه حديثين (١٠٠٦ و ١٠٠٧)، ويأتي بحث هذه المسألة في موضعها إن شاء الله تعالى.
***
[٧٤ - باب الإمام يحدث بعد ما يرفع رأسه من آخر الركعة]
٢٦١٧ - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع، وبكر بن سوادة، عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا قضى الإمام الصلاة، وقعد فأحدث قبل أن يتكلم: فقد تمت صلاته، ومن كان خلفه ممن أتم الصلاة".
• حديث منكر.
أخرجه من طريق أبي داود: الدارقطني (١/ ٣٧٩)، والبيهقي (٢/ ١٧٦)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٢٧٦/ ٧٥١)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٣٨/ ٧٤٨)، وفي التحقيق (٥٣٧).
قال البيهقي:"فإنه لا يصح، وعبد الرحمن بن زياد: ينفرد به، وهو مختلف عليه في لفظه، وعبد الرحمن: لا يحتج به، كان يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه لضعفه، وجرحه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما من الحفاظ" [وانظر: المعرفة (٢/ ٦٥)].
وقال ابن الجوزي:"لا يصح".
زهير هو ابن معاوية أبو خيثمة: ثقة ثبت، ورواه عن ابن أنعم أيضًا جماعة من الثقات.
• وقد اضطرب عبد الرحمن بن زياد بن أنعم في متن هذا الحديث اضطرابًا شديدًا، وهذا الحديث من دلائل ضعفه:
١ - فقد رواه أيضًا: سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد، عن بكر بن سوادة [زاد أحد الثقات عن الثوري: وعبد الله بن يزيد]، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحدث الإمام بعدما يرفع رأسه من آخر سجدة، واستوى جالسًا: تمت صلاته، وصلاة من خلفه؛ ممن ائتم به ممن أدرك أول الصلاة". وفي رواية:"إذا رفع الإمام رأسه من الركعة الرابعة وأحدث: فقد تمت صلاة من خلفه".
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣٥٣/ ٣٦٧٣)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٤٠٢