وقال في الخلاصة (١/ ٤١٩) عن الإقعاء المسنون: "فهو سُنَّة، والافتراش سُنَّة؛ لكن الصحيح: أن الافتراش أفضل لكثرة الرواة له، ولأنه أعون للمصلي، وأحسن في هيئة المصلي".
وقال في المجموع (٣/ ٤٠١): "وكلاهما سُنَّة، لكن إحدى السُّنَّتين أكثر وأشهر، وهي رواية أبي حميد؛ لأنه رواها وصدقه عشرة من الصحابة كما سبق، ورواها وائل بن حجر وغيره، وهذا يدلّ على مواظبته - صلى الله عليه وسلم - عليها وشهرتها عندهم، فهي أفضل وأرجح، مع أن الإقعاء سُنَّة أيضًا" [وانظر: المجموع شرح المهذب (٣/ ٣٩٧ - ٤٠١)، فقد أطال في بيان هذه المسألة، ونقل كلام أهل العلم فيها، والله الموفق للصواب].
***
[١٤٤ - باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع]
٨٤٦ - قال أبو داود: حدثنا محمَّد بن عيسى: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية، ووكيع، ومحمد بن عبيد.
كلهم: عن الأعمش، عن عبيد بن الحسن، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى، يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع يقول:"سمع الله لمن حمده، اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد، مِلءَ السماوات ومِلءَ الأرض، ومِلءَ ما شئت من شيءٍ بعدُ".
قال أبو داود: قال سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، عن عبيدٍ أبي الحسن: هذا الحديث ليس فيه: بعد الركوع، قال سفيان: لَقِينا الشيخ عبيدًا أبا الحسن بعدُ، فلم يقل فيه: بعد الركوع.
قال أبو داود: ورواه شعبة، عن أبي عصمة، عن الأعمش، عن عبيد، قال: بعد الركوع.
• حديث صحيح.
أخرجه من طريق الأعمش:
مسلم (٤٧٦/ ٢٠٢)، وأبو عوانة (١/ ٤٩٦/ ١٨٤٨)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٩١/ ١٠٥١)، وابن ماجه (٨٧٨)، وأحمد (٤/ ٣٥٣ و ٣٨١)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٢٢/ ٢٥٤٦)، وعبد بن حميد (٥٢٢)، والبزار (٨/ ٢٩١/ ٣٣٦١)، وأبو العباس السراج في مسنده (٢٨٤ و ٢٨٦ و ٢٨٧)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٤ و ١٦ و ١٧) و (٦١١ و ٦١٣ و ٦٩١)، والطبراني في الدعاء (٥٦٤)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٦٦/ ٤٠٦٥ - أطرافه)،