"وكيف يروج على ذي مسكة من عقل أن يجتمع في كلام واحد تسفيه المشركين في عبادتهم الأصنام بقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩)} إلى قوله: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} فيقع في خلال ذلك مدحها بأنها: الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى. وهل هذا إلا كلام يلعن بعضه بعضاً. وقد اتفق الحاكون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة النجم كلها حتى خاتمتها {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢)}، لأنهم إنما سجدوا حين سجد المسلمون، فدل على أنهم سمعوا السورة كلها، وما بين آية {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩)} وبين آخر السورة آيات كثيرة في إبطال الأصنام وغيرها من معبودات المشركين، وتزييف كثير لعقائد المشركين، فكيف يصح أن المشركين سجدوا من أجل الثناء على آلهتهم". وقال نحوه العلامة الشنقيطي في أضواء البيان (٥/ ٢٨٥)] [وقال العلامة الألباني في نصب المجانيق (٣٥): "تلك هي روايات القصة، وهي كلها كما رأيت: معلة بالإرسال والضعف والجهالة، فليس فيها ما يصلح للاحتجاج به، لا سيما في مثل هذا الأمر الخطير. ثم إن مما يؤكد ضعفها بل بطلانها، ما فيها من الاختلاف والنكارة مما لا يليق بمقام النبوة والرسالة] [وقد صنفت رسائل كثيرة في رد هذه القصة، يحسن مراجعتها، وإنما أحببت التنبيه والإشارة حسب، والله الموفق للصواب].
٣٣١ - باب السجود في:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ}
١٤٠٧ - . . . سفيان، عن أيوب بن موسى، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، قال: سجدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)}.
قال أبو داود: أسلم أبو هريرة سنة ست عام خيبر، وهذا السجود من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخر فعله.
حديث صحيح
أخرجه مسلم (٥٧٨/ ١٠٨)، وأبو عوانة (١/ ٥٢٣/ ١٩٥٥ و ١٩٥٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ١٧٧/ ١٢٧٧)، والترمذي (٥٧٣)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام" (٣/ ١٣٠/ ٥٣٧)، والنسائي في المجتبى (٢/ ١٦٢/ ٩٦٧)، وفي الكبرى (٢/ ٨/ ١٠٤١)، وابن ماجه (١٠٥٨)، وابن حبان (٦/ ٤٧٣/ ٢٧٦٧)، وأحمد (٢/ ٢٤٩)، ومحمد بن الحسن الشيباني في الحجة (١/ ١١٤)، والحميدي (١٠٢١)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٦٨/ ٤٢٣٤)، وسعدان بن نصر في جزئه (١٣٥)، وحرب الكرماني في مسائله لأحمد (٩٥٨)، وأبو يعلى (١١/ ٢٦٧/ ٦٣٨١)، وأبو العباس السراج