ابن أبي عبد الرحمن المقرئ [لكونه من أهل بيت الرجل، الذين أعلم به من الغرباء]، فالحديث مرسل في الحالين، والمرسل لا تقوم به الحجة، والله أعلم.
٣ - حديث البراء بن عازب:
يرويه إسماعيل ابن علية، وعبد الوارث بن سعيد، كلاهما: عن سعيد الجريري، عن أبي عائذ سيف السعدي، وأثنى عليه خيرًا، عن يزيد بن البراء بن عازب، وكان أميرًا بعُمان، وكان كخير الأمراء، قال: قال أبي: اجتمِعوا فلأُريكم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ، وكيف كان يصلي، ... فذكر الحديث في صفة الوضوء، إلى أن قال: فصلى بنا الظهر، فأحسب أني سمعت منه آيات من {يس} ... الحديث.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٠ ١٧)، وأحمد في المسند (٤/ ٢٨٨) واللفظ له، وفي العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤٠٦/ ٢٨١٨)، والروياني (٣٣٣)، والدولابي في الكنى (٢/ ٧٠٦/ ١٢٤٠)، وابن المنذر في الأوسط (١/ ٤٠١/ ٣٩٣)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٢٥).
وهذا حديث ضعيف؛ سيف أبو عائذ السعدي: في عداد المجاهيل [التعجيل (٤٤٦)]، وكان الجريري قد اختلط، وإسماعيل ابن علية وعبد الوارث بن سعيد ممن سمع منه قبل الاختلاط [انظر: الكواكب النيرات (٢٤) وغيرها]، وقد اختلف على الجريري في إسناد هذا الحديث، وهذا الوجه هو المحفوظ عنه، واللّه أعلم [راجع تخريجه مفصلًا تحت الحديث رقم (١٠٨)].
وموضع الشاهد منه ليس صريحًا في الرفع؛ فقد تكون قراءته لسورة يس في الظهر اجتهادًا منه، لا أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها، والله أعلم.
***
[١٣٣ - باب من رأى التخفيف فيها]
٨١٣ - قال أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا حماد: أخبرنا هشام بن عروة، أن أباه كان يقرأ في صلاة المغرب بنحو ما تقرؤون:{وَالْعَادِيَاتِ} ونحوها من السور.
قال أبو داود: هذا يدل على أن ذاك منسوخ.
[قال أبو داود: وهذا أصح].
• مقطوع صحيح.
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (٢/ ٣٩٢).
وهذا مقطوع على عروة بن الزبير بإسناد صحيح.
ولا يُعارِض هذا ما رواه ثلاثة من الثقات: ابن أبي مليكة، وأبو الأسود، وهشام بن