للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سبيل الإنكار لمنكرٍ وقع فأسمع من كان يجلس حوله في الصفوف، وليس فيه نوع تحلق، وأما التحلق الذي حكاه الخطيب عن بعض العلماء فهو محمول على أن الحديث لم يبلغهم، كما قال ابن مهدي، والله أعلم.

° قال الخطابي في معالم السُّنن (١/ ٢١٣): "وإنما كره الاجتماع قبل الصلاة للعلم والمذاكرة، وأمر أن يشتغل بالصلاة، وينصت للخطبة والذكر؛ فإذا فرغ منها كان الاجتماع والتحلق بعد ذلك".

وقال البيهقي في السُّنن (٣/ ٢٣٤): "من كره التحلق في المسجد إذا كانت الجماعة كثيرة، والمسجد صغيرا، وكان فيه منع المصلين عن الصلاة".

وقال البغوي: "وفي الحديث كراهية التحلق والاجتماع يوم الجمعة قبل الصلاة لمذاكرة العلم، بل يشتغل بالذكر والصلاة والإنصات للخطبة، ثم لا بأس بالاجتماع والتحلق بعد الصلاة في المسجد وغيره".

وقال ابن العربي في العارضة (٢/ ١٠٣): "وإنما نهي عنه يوم الجمعة؛ لأنهم ينبغي لهم أن يكونوا صفوفًا يستقبلون الإمام في الخطبة، ويعتدلون خلفه في الصلاة".

• وقال ابن قدامة في المغني (٢/ ٨٥): "فصل: وللبعيد [يعني: من لا يسمع الخطيب لبعده] أن يذكر الله تعالى، ويقرأ القرآن، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يرفع صوته، قال أحمد: لا بأس أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بينه وبين نفسه، رخص له في القراءة والذكر عطاء وسعيد بن جبير والنخعي والشافعي.

وليس له أن يرفع صوته، ولا يذاكر في الفقه، ولا يصلي، ولا يجلس في حلقة، وذكر ابن عقيل أن له المذاكرة في الفقه وصلاة النافلة.

ولنا عموم ما رويناه، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة، رواه أبو داود، ولأنه إذا رفع صوته منع من هو أقرب منه من السماع، فيكون مؤذيًا له، فيكون عليه إثم من آذى المسلمين، وصد عن ذكر الله تعالى".

* * *

[٢٢١ - باب في اتخاذ المنبر]

١٠٨٠ - . . . يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبدِ القاري القرشي: ثنا أبو حازم بن دينار؛ أن رجالا أتوا سهل بن سعد الساعدي، وقد امتروا في المنبر: ممَّ عودُه؟ فسألوه عن ذلك، فقال: والله إني لأعرف مما هو، ولقد رأيتُه أولَ يومِ وُضِع، وأوَّلَ يومِ جلس عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، أرسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فلانة - امرأة قد سماها سهل - أن: "مُرِي غلامَك النجارَ أن يعمل لي أعوادًا أجلسُ عليهن إذا كلمتُ الناسَ" فأمرَته، فعملها من طَرْفاء الغابة، ثم جاء بها، فأرسلَته إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>