للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وأما فقه المسألة: فقد تقدم تحت الحديث رقم (٢٢١).

• وأما وجه الجمع بين حديث ابن المبارك: "وإذا أراد أن يأكل غسل يديه"، وبين حديث شعبة: "إذا أراد أن يأكل أو ينام توضأ":

بأن يقال: هما حديثان لعائشة لاختلاف المخرج فالأول: يرويه عنها أبو سلمة بن عبد الرحمن، والثاني: يرويه الأسود بن يزيد، وعلى هذا تكون عائشة - رضي الله عنها - حدثت كل واحد منهما بما كان يقع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حين دون حين، وأن الفعلين قد صدرا منه - صلى الله عليه وسلم -، فمرة توضأ لما أراد أن يأكل، ومرة اكتفى بغسل يديه، والله أعلم.

• وبالقولين جميعًا قال الإمام أحمد:

ففي مسائل أبي داود (١٣٠): سئل أحمد عن الجنب يأكل؟ قال: "إذا توضأ".

وفي مسائل ابنه صالح (٤٣٣): سأله عن الجنب يأكل ويشرب؟ قال: "هو أسهل من النوم، والنوم يتوضأ".

وفي مسائل إسحاق بن منصور الكوسج (٥٨)، قال: "الجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام؟ قال [أحمد]: أما إذا أراد أن يأكل أو يشرب: يغسل يده وفمه، ولا ينام إلا متوضئًا. قال إسحاق: كما قال، [وانظر: الأوسط (٢/ ٩٣)].

قال ابن المنذر: "أحب إذا أراد أن يطعم أن يتوضأ، فإن اقتصر على غسل فرجه وتمضمض طعم، وأحب إليَّ أن يغسل كفيه إن كان بهما أذى".

***

٨٩ - باب في الجنب يؤخِّر الغسل

٢٢٦ - . . . بُرْد بن سنان، عن عُبادة بن نُسي، عن غُضيف بن الحارث، قال: قلت لعائشة: أرأيتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل من الجنابة في أول الليل، أو في آخره؟ قالت: ربما اغتسل في أول الليل، وربما اغتسل في آخره. قلت: الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.

قلت: أرأيتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر أول الليل، أم في آخره؟ قالت: ربما أوتر في أول الليل، وربما أوتر في آخره. قلت: الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.

قلت: أرأيتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالقرآن، أم يَخْفِت به؟ قالت: ربما جهر به، وربما خَفَت. قلت: الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.

• حديث صحيح.

أخرجه النسائي في المجبتى (١/ ١٢٥ و ١٢٥ - ١٢٦ و ١٩٩/ ٢٢٢ و ٢٢٣ و ٥٠٤)، وفي الكبرى (١/ ١٦١/ ٢٢١ و ٢٢٢)، وابن ماجه (١٣٥٤)، وابن حبان (٦/ ٢٠٠/ ٢٤٤٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>