١١٩٧ - . . . يحيى بن كثير: حدثنا سلم بن جعفر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: قيل لابن عباس: ماتت فلانة -بعض أزواج -صلى اللَّه عليه وسلم- فخرَّ ساجدًا، فقيل له: تسجد هذه الساعة؟ فقال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا رأيتم آيةً فاسجدوا"، وأيُّ آيٍة أعظمُ من ذَهاب أزواجِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
* حديث غريب
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ١٥٨)، والترمذي (٣٨٩١)، والبيهقي (٣/ ٣٤٣)، والضياء في المختارة (١١/ ٣٢١ و ٣٢٣/ ٣٢٢ و ٣٢٤).
رواه عن أبي غسان يحيى بن كثير العنبري [وهو: ثقة]: محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، وعباس بن عبد العظيم العنبري، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند السامي [وهم: ثقات، والأخيران: حافظان][والأخير نسب إلى جده، وتحرفت عرعرة إلى عزرة، فقال: إبراهيم بن عزرة، واللَّه أعلم].
ووقع في رواية عباس [عند الترمذي]: "قيل لابن عباس بعد صلاة الصبح"، وهو يبين وجه الإنكار عليه بقول القائل: أتسجد هذه الساعة؟
قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وصحح إسناده النووي في الخلاصة (٣٠٦١).
* قلت: هو كما ذهب إليه الترمذي من تضعيف هذا الحديث؛ لغرابة إسناده، وعدم احتمال رواته هذا التفرد، فقد تفرد به عن عكرمة: الحكم بن أبان العدني، وعن الحكم: سلم بن جعفر.
أما الحكم بن أبان العدني؛ فهو: صدوق، فيه لين، وله أوهام وغرائب، ويتفرد عن عكرمة بما لا يتابع عليه [راجع ترجمته وشيئًا من غرائبه: فضل الرحيم الودود (٦/ ٥٤٧/ ٥٩٠) و (٧/ ٥٢٢/ ٦٨٨) و (٨/ ٨٦/ ٧١٧)].
وأما سلم بن جعفر البكراوي: فليس بذاك المشهور، ولا يكاد يُعرف له سوى ثلاثة أحاديث هذا أحدها، وقد أورد له البخاري في تاريخه الكبير حديثين هذا أحدهما، وأخرج له الترمذي (٣٢٧٩) حديثًا ثالثًا، وقد وثقه الراوي عنه: يحيى بن كثير العنبري [كما عند الترمذي وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وغيرهما]، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم ينقُل توثيقَ ابن المديني له سوى ابن شاهين في ثقاته، فاللَّه أعلم، وقال الأزدي:"متروك الحديث، لا يحتج به" [التاريخ الكبير (٤/ ١٥٨)، والجرح والتعديل (٤/ ٢٦٥)، والثقات (٨/ ٢٩٧)، وتاريخ أسماء الثقات (٤٨٠)، والتهذيب (٢/ ٦٤)].