للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٦٢): "ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "وإذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد"، فالاختصار على ما علَّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المأمومَ أن يقوله أحب إليَّ".

وقال البيهقي في السنن (٢/ ٩٦) بعدما نقل قول ابن سيرين وعطاء في جمع المأموم بينهما، قال: "وروي فيه حديثان ضعيفان قد خرجتهما في الخلاف"، ثمَّ علقه من حديث أبي موسى الأشعري وضعفه، وهي رواية منكرة، وأصله في مسلم (٤٠٤) بدون الزيادة التي أوردها، ويأتي عند أبي داود برقم (٩٧٢)، وسبق تخريج المحفوظ منه وبعض رواياته المنكرة تحت الحديث رقم (٦٠٧).

وقال ابن رجب في الفتح (٥/ ٧٤): "واستدل بهذا من قال: إن المأموم لا يقول: سمع الله لمن حمده كالإمام، وهو قول مالك والثوري والأوزاعي وأبي حنيفة وأحمد، وروي عن ابن مسعود وأبي هريرة والشعبي.

وقالت طائفة: يجمع المأموم بين الأمرين أيضًا، فيسمع ويحمد، وهو قول عطاء وأبي بردة وابن سيرين والشافعيُّ وإسحاق؛ لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، وفيه حديثان صريحان في المأموم أنَّه يجمع بينهما، ولكنهما ضعيفان، قاله البيهقي وغيره، وروي أيضًا عن أبي موسى، وضعفه البيهقي أيضًا.

ومعنى قوله: "سمع الله لمن حمده": استجاب الله لحامده؛ كما استعاذ من دعاءٍ لا يُسمَع؛ أي: لا يستجاب".

قلت: يبينه حديث أبي موسى الأشعري، والشاهد منه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد، يسمع اللهُ لكم، فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -: سمع الله لمن حمده" [تقدم تخريجه تحت الحديث السابق برقم (٦٠٧)].

***

[١٤٥ - باب الدعاء بين السجدتين]

٨٥٠ - . . . كامل أبو العلاء: حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول بين السجدتين: "اللَّهُمَّ اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني".

• حديث منكر.

خرجته في الذكر والدعاء برقم (٩٩)، وهو حديث منكر، وراجع في ذلك أيضًا ما تقدم معنا في السنن برقم (١٣٣ و ٦١٠ و ٦١١)، وما تحت الحديث رقم (٩٦)، وذلك فيمن رواه من الثقات عن ابن عباس بدون هذه الزيادة التي تفرد بها أبو العلاء كامل بن العلاء، وقد أنكروا عليه أحاديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>