للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وضبطًا وإتقانًا أن يرويه عنهما، فيجود هذا الحديث، ويرفعه، وهذا هو الموضع الذي يقال فيه: إنه لا تعارض بين الرفع والوقف، فكلاهما ثابت عن عمر، ولا يُعلُّ أحدهما الآخر، وقد سبق أن ذكرت من صحح الحديث مرفوعًا من الأئمة النقاد، وعلى رأسهم ابن المديني ومسلم، والله أعلم.

* وقد ذهب الدارقطني في العلل (٢/ ١٨٠/ ٢٠٢)، وفي التتبع (١٢٥ و ١٧٣) إلى ترجيح الموقوف، قال في العلل: "والأشبه بالصواب الموقوف"، لكنه لم يستوعب ذكر الاختلاف في بعض المواضع، ومن العجيب أنه عزا الحديث لمسلم من غير الطريق الذي أخرجه منه، فقال في خاتمة كلامه في العلل (٢/ ٢٠٢/١٨٠): "أخرجه مسلم، عن قتيبة، عن أبي صفوان، عن يونس مرفوعًا"، وإنما رواه مسلم من ثلاثة طرق عن ابن وهب عن يونس بن يزيد به مرفوعًا، ولم يخرجه من طريق أبي صفوان، وقد تقدم الجواب عما أعل به الدارقطني الحديث، إذ كل طريق أورده في الإعلال هو معلول في ذاته، أو لا يصلح الإعلال به، والصواب ما ذهب إليه جماعة النقال: ابن المديني، ومسلم، والترمذي، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان، والبزار، وابن جرير الطبري، والطحاوي، والبغوي، من تصحيح هذا الحديث مرفوعًا، واللّه أعلم.

* ويشهد لحديث عمر، وهو حديث قولي، حديث عائشة من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -:

فقد روى قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، ... فذكر حديثًا طويلًا، وموضع الشاهد منه: أنها قالت: وكان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة أحبَّ أن يداوِم عليها، وكان إذا غلبه نومٌ أو وجعٌ عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة.

أخرجه مسلم (٧٤٦). ويأتي تخريجه مفصلًا في موضعه من السنن قريبًا بإذن الله تعالى، برقم (١٣٤٢).

* * * *

[٣١٠ - باب من نوى القيام فنام]

١٣١٤ - . . . مالك، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن رجل عنده رِضًا؛ أن عائشة زوج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم أخبرته؛ أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من امرئ تكون له صلاةٌ بليلٍ، فيغلبُه عليها نومٌ، إِلَّا كُتِبَ له أجرُ صلاته، وكان نومُه عليه صدقة".

* حديث صحيح بشاهده الموقوف

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ١٧٣/ ٣٠٧)، ومن طريقه: أبو داود (١٣١٤)، والنسائي في المجتبى (٣/ ٢٥٧/ ١٧٨٤)، وفي الكبرى (٢/ ١٧٧/ ١٤٦١)، وأحمد (٦/ ١٨٠)، وابن المبارك في الزهد (١٢٣٧)، وابن وهب في الجامع (٣٣٧)، وابن نصر المروزي في قيام

<<  <  ج: ص:  >  >>