القاسم البغوي، عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: ثقة ثبت]: حدثنا أبو الربيع الزهراني [وهو: سليمان بن داود العتكي: ثقة] به، ولفظه: أن بلالًا قال: قد قامت الصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقامها الله، وأدامها".
قال البيهقي: "وهذا إن صح؛ شاهد لما استحسنه الشافعي -رحمه الله تعالى - من قولهم: اللهم أقمها وأدمها، واجعلنا من صالح أهلها عملًا".
وذكره النووي في فصل الضعيف من الخلاصة (٨٤٣).
وقال في المجموع (٣/ ١٢٩): "فهو حديث ضعيف؛ لأنَّ الرجل: مجهول؛ ومحمد بن ثابت العبدي: ضعيف بالاتفاق، وشهر: مختلف في عدالته".
وقال في موضع آخر (٣/ ٢٢٥): "رواه أبو داود بإسناد ضعيف جدًّا".
وقال ابن رجب في الفتح (٣/ ٤٥٧): "وفي هذا الإسناد ضعف".
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار: "هذا حديث غريب، أخرجه أبو داود هكذا، وسكت عليه، وفي سنده: الراوي المبهم، وفي شهر بن حوشب: مقال، لكن حديثه حسن إذا لم يخالف، ومحمد بن ثابت المذكور هو: العبدي: فيه مقال أيضًا".
وقال في التلخيص (١/ ٢١١): "وهو: ضعيف؛ والزيادة فيه لا أصل لها".
قلت: خالف العتكي: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، فرواه عن محمد بن ثابت، عن رجل من أهل الشام، عن أبي أمامة، أن بلالًا - رضي الله عنه - قال: قد قامت الصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقامها الله، وأدامها". هكذا بدون شهر.
أخرجه الطبراني في الدعاء (٤٩١).
وهذا الاختلاف إنما هو اضطراب من محمد بن ثابت العبدي نفسه، فإنه: ليس بالقوي، يخالف في بعض حديثه [التهذيب (٣/ ٥٢٦)، الميزان (٣/ ٤٩٥)، فهاتان علتان، والثالثة: الراوي المبهم، وأما شهر بن حوشب: فبرئ من عهدته؛ إذ الإسناد إليه لا يصح، فهو: حديث ضعيف مضطرب، والله أعلم.
***
[٣٨ - باب ما جاء في الدعاء عند الأذان]
٥٢٩ - . . . علي بن عيَّاش: ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يسمعُ النِّداءَ: اللهم رَبَّ هذه الدعوة التامةِ، والصلاةِ القائمةِ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلة، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدتَه؛ إلا حلَّتْ له الشفاعةُ يوم القيامة".
• حديث صحيح.
سبق تخريجه في الذكر والدعاء (١/ ١٣٩)، برقم (٧٢)، وهو حديث صحيح،