للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن خزيمة (٣/ ٣٤٠) (٣/ ٧٤ - ط التأصيل): "وبعض أصحابه -صلى الله عليه وسلم- ممن قد صلى معه قارئٌ للقرآن، ليس كلهم أُمِّيِّين، وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلته": دلالة على أن القارئ والأمي إذا قاما مع الإمام إلى الفراغ من صلاته كُتِب له قيام ليلته، وكَتْبُ قيام ليلةٍ أفضلُ من كَتْبِ قيام بعض الليل".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ١١٦): "واختلفوا أيضًا في الأفضل من القيام مع الناس، أو الانفراد في شهر رمضان، فقال مالك والشافعي: صلاة المنفرد في بيته في رمضان أفضل، قال مالك: وكان ربيعة وغير واحد من علمائنا ينصرفون ولا يقومون مع الناس، قال مالك: وأنا أفعل ذلك، وما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا في بيته، واحتج الشافعي بحديث زيد بن ثابت؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قيام رمضان: "أيها الناس صلوا في بيوتكم؛ فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة قال الشافعي: ولا سيما مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسجده على ما كان في ذلك كله من الفضل، ... ، وروينا عن ابن عمر وسالم والقاسم وإبراهيم ونافع؛ أنهم كانوا ينصرفون ولا يقومون مع الناس، وقال الليث بن سعد: لو أن الناسَ قاموا في رمضان لأنفسهم ولأهليهم كلَّهم حتى يُترَك المسجدُ لا يقوم فيه أحدٌ؛ لكان ينبغي أن يخرجوا من بيوتهم إلى المسجد حتى يقوموا فيه؛ لأن قيام الناس في شهر رمضان من الأمر الذي لا ينبغي تركه، وهو مما بين عمر بن الخطاب للمسلمين وجمعهم عليه، قال الليث: فأما إذا كانت الجماعة فلا بأس أن يقوم الرجل لنفسه في بيته ولأهل بيته، وحجة من قال بقول الليث: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي"، ولا يختلفون أن عمر منهم -رضي الله عنهم-، وقال قوم من المتأخرين من أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي ... ، قالوا: الجماعة في المسجد في قيام رمضان أحب إلينا وأفضل من صلاة المرء في بيته، واحتجوا بحديث أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة"، وإلى هذا ذهب أحمد بن حنبل ".

***

[٣١٩ - باب في ليلة القدر]

١٣٧٨ - قال أبو داود: حدثنا سليمان بن حرب، ومسدد -المعنى-، قالا: حدثنا حماد [بن زيد]؛ عن عاصم، عن زِرٍّ، قال: قلت لأُبيِّ بن كعبٍ: أخبرني عن ليلة القدر يا أبا المنذر، فإن صاحبنا سُئل عنها، فقال: من يَقُمِ الحوْلَ يُصِبها، فقال: رحم الله أبا عبد الرحمن، والله لقد علم أنها في رمضان -زاد مسدد: ولكن كره أن تتكلوا، وأحب أن لا تتكلوا، ثم اتفقا- والله إنها لفي رمضان، ليلةَ سبعٍ وعشرين، لا يستثني، قلت: [يا] أبا المنذر، أنَّى علمتَ ذلك؟ قال: بالآية التي

<<  <  ج: ص:  >  >>