كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرأ في العيدين؟ قال: بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)}.
قال أبي: بأي شيء قرأ ما روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أجزأه".
وقال حرب الكرماني في مسائله (٣٩٩): "سألت أحمد عن القراءة في العيدين؟ قال: يقرأ ما يشاء، ولم يصحح فيه حديثًا، إلا أنه قال: جاء في صلاة الجمعة، فذكر سورة الجمعة، وأظنه قال: والمنافقون.
قال: وسمعت إسحاق يقول: يقرأ في صلاة العيدين بقاف واقتربت".
وقول حرب: "لم يصحح فيه حديثًا"، يعني: لم يذكر لي حديثًا بعينه، فلم يقل: حديث النعمان أو سمرة أو أبي واقد، مثل ما قال في مسائل ابنه عبد اللَّه، ولا يعني قوله: أن الإمام أحمد لم يصحح حديثًا واحدًا مما جاء في القراءة في العيدين، واللَّه أعلم.
وقد سرد الأثرم في الناسخ (٥٥ - ٥٩) أحاديث الباب مثل: حديث النعمان وسمرة وابن عباس وأبي واقد، ثم قال: "فهذه الأحاديث في ظاهرها مختلفة، وإنما الوجه في ذلك: أنه جائز كله".
وقال ابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢٨٤): "الإمام بالخيار إن شاء قرأ في صلاة العيدين بـ {ق} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}، وإن شاء قرأبـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)}، والاختلاف في هذا من جهة المباح، وإن قرأ بفاتحة الكتاب وسورة سوى ما ذكرناه أجزأه".
وقال البيهقي في السنن (٣/ ٢٩٥): "وليس هذا مع حديث أبي واقد من اختلاف الحديث، ولكن هذا يحكي قراءةً كانت في عيدٍ، وهذا يحكي قراءةً كانت في عيدٍ غيرِه، وقد كانت أعيادٌ على عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيكون هذا صادقًا أنه قرأ فيما ذكر في العيد، ويكون كيره صادقًا أنه قرأ بما ذكر في العيد، قاله الشافعي رحمه اللَّه في رواية حرملة".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ٣٣٠): "وفي اختلاف الآثار في هذا الباب: دليل على أن لا توقيت فيه، واللَّه أعلم، وما قرأ به الإمام في صلاة العيدين أجزأه؛ إذا قرأ فاتحة الكتاب" [وانظر: الاستذكار (٢/ ٣٩٤)].
وانظر أيضًا: شرح النووي على مسلم (٦/ ١٦٧)، المجموع شرح المهذب (٥/ ٧٤)، وغيرهما.
* * *
[٢٥٣ - باب الجلوس للخطبة]
١١٥٥ - . . . الفضل بن موسى السيناني: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد اللَّه بن السائب، قال: شهدتُ مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العيدَ، فلما قضى الصلاةَ، قال: "إنا نخطُبُ، فمَن أحبَّ أن يجلسَ للخُطبة فليجلسْ، ومن أحبَّ أن يذهبَ فليذهبْ".