للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي صحيح البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".

وعلى هذا تجيء قراءة عمر بن الخطاب لسورة الفرقان وقراءة هشام بن حكيم لها، وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في قراءة كل منهما -وقد اختلفتا-: "هكذا أقرأني جبريل"، هل ذلك إلا لأنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة".

وقد احتج البيهقي في الخلافيات (٣/ ٢٣٣) بحديثي الزهري في المسألة، ثم أعقبهما بقول زيد بن ثابت: القراءة سنة، ثم قال: "إنما أراد -والله أعلم-: أن اتباع من قبلنا في الحروف والقراءات سنة متبعة؛ لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغًا في اللغة وأظهر فيها، وبالله التوفيق".

وقال أبو المعالي الجويني في نهاية المطلب (٢/ ٢٠٢): "ولو دعا بالفارسية، بطلت صلاته، وكذلك لو أتى بترجمة القرآن، وقد ذكرنا أن ترجمة القرآن لا تقوم مقام القراءة، وخلاف أبي حنيفة مشهور فيه".

وقد ساق الفخر الرازي خمس عشرة حجة على بطلان صلاة من قرأ بترجمة القرآن، وقد أجاد في ذلك وأفاد، وذلك في تفسيره المسمى: مفاتيح الغيب (١/ ١٨٣ - ١٨٦)، وابتدأ المسألة بقوله: "قال الشافعي: ترجمة القرآن لا تكفي في صحة الصلاة لا في حق من يحسن القراءة ولا في حق من لا يحسنها، وقال أبو حنيفة: إنها كافية في حق القادر والعاجز".

وانظر: الأصل (١/ ١٦ و ٢١٩)، المدونة (١/ ٦٢)، الأم، (١/ ١٠٣)، مختصر اختلاف العلماء (١/ ٢٦٠)، المبسوط (١/ ٣٧)، الحاوي الكبير (٢/ ٩٧)، الخلافيات (٣/ ٢٣٢)، التعليقة للقاضي حسين (٢/ ٧٢٥)، نهاية المطلب (٢/ ٢٠٢)، أحكام القرآن لابن العربي (٤/ ٨٨)، مفاتيح الغيب للفخر الرازي (١/ ١٨٣)، الشرح الكبير للرافعي (١/ ٥٣٩)، المجموع (٣/ ٣٤٠)، اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٥٢٠)، مجموع الفتاوى (٢٢/ ٤٧٧)، وغيرها كثير.

* * *

[٣٥٨ - باب الدعاء]

١٤٧٩ - . . . شعبة، عن منصور، عن ذر، عن يسيع الحضرمي، عن النعمان بن بشير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدعاء هو العبادة، {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠].

حديث صحيح

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٧١٤)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ٢٤٤/

<<  <  ج: ص:  >  >>