١١٠٨ - قال أبو داود: حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معاذ بن هشام، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه: قال قتادة: عن يحيى بن مالك، عن سمرة بن جندب؛ أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:"احضُروا الذِّكرَ، وادنُوا من الإمام، فإن الرجلَ لا يزال يتباعدُ حتى يؤخَّرَ في الجنة، وإنْ دخلها".
* رجاله ثقات
أخرجه من طريق علي بن عبد الله بن المديني: أحمد بن حنبل في مسنده (٥/ ١١)، والحاكم (١/ ٢٨٩) [وانظر: الإتحاف (٦/ ٢٠/ ٦٠٦٢)، سنن البيهقي (٣/ ٢٣٨)]، والبيهقي (٣/ ٢٣٨).
قال عبد الله بن أحمد في المسند: وجدت في كتاب أبي بخط يده، وأكبر ظني أني قد سمعته منه، قال: حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معاذ، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه: حدثنا قتادة، ... فذكره.
وقال الحاكم: أخبرنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو [ثقة. الإرشاد (٣/ ٩٢٢)، تاريخ نيسابور (١٩٦)، السير (١٥/ ٥٥٤)]: ثنا إسماعيل بن إسحاق [القاضي: حافظ متقن]: ثنا علي بن المديني: حدثني معاذ بن هشام: حدثني أبي، ... فذكره، هكذا بإثبات سماع معاذ من أبيه، ثم قال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
وقد رواه البيهقي من طريق أبي داود كما هو، بذكر عدم سماع معاذ بن هشام من أبيه لهذا الحديث، ثم قال:"كذا رواه أبو داود عن علي، وهو الصحيح".
ثم أعقبه برواية الحديث عن الحاكم به بإثبات السماع، ثم قال:"ولا أحسبه إلا واهمًا [يعني: أبا عبد الله الحاكم] في ذكر سماع معاذ عن أبيه، هو أو شيخه، فأما إسماعيل القاضي فهو أجلُّ من ذاك، والله أعلم".
قلت: وهذا الحديث وإن لم يسمعه معاذ من أبيه هشام الدستوائي؛ إلا أن له حكم الاتصال؛ لأنها وجادة صحيحة، بقرينة معرفة الخط، وأنها بخط أبيه، طالما كان كتاب أبيه محفوظًا عن أن يُدخل فيه ما ليس منه.
فإن قيل: كثيرًا ما يدخل الخلل والوهم والتصحيف والتحريف على الرواية من صحيفة لم يسمعها، فيقال: هذا إذا لم يكن خبيرًا بخط صاحبها، فإذا كان خبيرًا بخطه، يحسن قراءته من غير تصحيف ولا تحريف، ولا يدخل عليه الوهم والخطأ بسبب أخذه عن الصحيفة والكتاب فلا إشكال إذًا، لا سيما لو كان من كتاب أبيه وكان بخطه خبيرًا لا