للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعليه: فهو كما قال البخاري، وهو حديث مروزي حسن [وانظر للفائدة: علل الترمذي الكبير (١٤٣)، البخاري (٣٢٣٠ و ٣٢٦٦ و ٤٨١٩)، مسلم (٨٧١)].

* قال الحاكم في المستدرك (٢/ ٦١٤): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب [ثقة حافظ]: ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني: ثنا عبد الرحمن بن مهدي: ثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت عبد الله بن أبي عتبة، يقول: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يستنكف أن يمشي مع العبد والأرملة حتى يفرغ لهم من حاجتهم.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".

قلت: هو حديث غريب جدًّا، ولا يثبت مثله؛ فإن الإسناد من لدن ابن مهدي فمن فوقه: على شرط الشيخين [انظر: تحفة الأشراف (٣/ ٣٥٧/ ٤١٠٧) فقد أخرجا بهذا الإسناد حديث: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياءً من العذراء في خِدرها [البخاري (٣٥٦٢)، مسلم (٢٣٢٠)].

فأين أصحاب قتادة وشعبة وابن مهدي البصريين؛ حتى ينفرد بهذا الإسناد رجل أصبهاني، وهو أحد الثقات [الثقات (٩/ ٢٤١)، طبقات المحدثين بأصبهان (٣/ ١٤ و ٤١٢)، تاريخ أصبهان (٢/ ٣١٣)، تكملة الإكمال (١/ ٣٠١)]، ولا أُراه حفظه عن ابن مهدي، ولا أرى الوهم فيه إلا منه، وقد يكون دخل له حديث في حديث بانتقال بصر ونحوه، والله أعلم.

٣ - حديث أبى أمامة:

يرويه يحيى بن صالح الوحاظي [حمصي ثقة]: ثنا جميع بن ثُوَب، عن يزيد بن خمير، عن أبي أمامة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا بعث أميرًا، قال: "اقصُرِ الخطبة، وأقِلَّ الكلام، فإن من الكلام سحرًا".

أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ١٤٤/ ٧٦٤٠) و (٨/ ١٥٤/ ٧٦٦٢)، وتمام في الفوائد (١٦٨٥)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٣١٥)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٤/ ٥٩).

تنبيه: أخطأ شيخ الطبراني في الموضع الأول، فتحرف عليه اسم الراوي عن أبي أمامة من يزيد بن خمير إلى زائدة بن حسين، وهو خطأ فاحش، والحمل فيه على أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي، وهو: ضعيف، كان يروي المناكير، ويقبل التلقين [الثقات (٩/ ٧٤)، مسند أبي عوانة (٥/ ١٣٨/ ٨١٣٧)، فتح الباب (٤٤٧١)، تاريخ دمشق (٥/ ٤٦٦)، تاريخ الإسلام (٢١/ ٨٣)، اللسان (١/ ٦٥٠)].

وهذا حديث منكر؛ جميع بن ثوب: متروك، منكر الحديث [اللسان (٢/ ٤٨٥)].

<<  <  ج: ص:  >  >>