للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ذلك، ثبت ذلك عن أنس من وجوه صحاح كثيرة بعضها في الصحيحين؛ بل ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - بالإسناد الصحيح فيما اتفق على إخراجه الشيخان من حديث عبد الله بن مغفل المزني أنه رخص في الركعتين بعد المغرب وفيما بين كل أذان وإقامة، فلا تعارَض الأحاديث الصحاح المشاهير بمثل ما روي عن سعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي في ذلك، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل [انظر: شرح النووي على مسلم (٦/ ١٢٣)].

قال ابن نصر المروزي في قيام الليل (٥١ - مختصره): "ليس في حكاية هذا الذي روى عنه إبراهيم أنه رمقهم فلم يرهم يصلونهما دليل على كراهتهم لهما، إنما تركوهما؛ لأن تركهما كان مباحًا، ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه لم يرو عنه أنه ركعهما غير أنه رغب فيهما، وكان ترغيبه فيهما أكثر من فعله لو فعلهما من غير أن يرغب فيهما، وقد يجوز أن يكون أولئك الذين حكى عنهم من حكى أنه رمقهم فلم يرهم يصلونها قد صلوهما في غير الوقت الذي رمقهم هذا، ويجوز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ركعهما في بيته حيث لم يره الناس؛ لأن أكثر تطوعه كان في منزله، وكذلك الذين رمقوا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - يجوز أن يكونوا قد صلوا في بيوتهم ولذلك لم يرهم الذي رمقهم يصلونها، فإن كثيرًا من العلماء كانوا لا يتطوعون في المسجد".

[* تتمة]

سبق في أول أبواب التطوع ذكر الأحاديث الدالة على استحباب صلاة ركعتين بعد المغرب، وأنها من السنن الرواتب، من حديث أم حبيبة [تقدم برقم (١٢٥٠)]، ومن حديث عائشة [تقدم برقم (١٢٥١)]، ومن حديث ابن عمر [تقدم برقم (١٢٥٢) وكذلك حديث محمود بن لبيد مرفوعًا: "اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم"، للسبحة بعد المغرب [وهو حديث حسن، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٠٤٤)].

لكن روي في فضل صلاة ست ركعات بعد المغرب حديث يرويه:

عمر بن أبي خثعم اليمامي: أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم بينهن بسوء، عُدِلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة".

أخرجه الترمذي (٤٣٥)، وابن ماجه (١١٦٧ و ١٣٧٤)، وابن خزيمة (٢/ ٢٠٧/ ١١٩٥)، وابن حبان في المجروحين (٢/ ٨٣)، وأبو إسحاق العسكري في الثاني من مسند أبي هريرة (٤٧)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (٨٧ - مختصره)، وأبو يعلى (١٠/ ٤١٤/ ٦٠٢٢)، وأبو بكر الآجري في فضل قيام الليل (٤٧)، والطبراني في الأوسط (١/ ٢٥٠/ ٨١٩)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٣٦٢/ ٥٦٧٥ - أطرافه)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (٧٨)، وابن سمعون في الأمالي (١١٨)، وأبو طاهر المخلص في الثامن من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٧٩) (١٨٥٥ - المخلصيات)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٤٧٣/ ٨٩٦)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٥٢/ ٧٧٥) و (١/

<<  <  ج: ص:  >  >>