تكلم في زمن هذه الواقعة: التمهيد (٣/ ١٦١)، زاد المعاد (٣/ ٣٥٧)، البداية والنهاية (٤/ ٢١٣).
• وفي الجمع بين أحاديث الباب يقول أبو بكر الأثرم في ناسخ الحديث ومنسوخه (١): "فهذه الأحاديث في ظاهرها مختلفة، وليست كذلك، ولكن الوجه في ذلك:
أن منها خاص، ومنها عام:
فأما العام: فالذي أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "فليصل إذا ذكر وإذا استيقظ، لا كفارة لها إلا ذلك"، ولم يقل: فليرتحل، ثم ليصل، ولم يرخص في التأخير بعد الذكر، فهذا هو الذي أمر به، وعلَّمه أمته، فهو العام المعمول به.
وأما الخاص: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ارتحل لعلة قد فسرها، قال: "إن هذا وادٍ به شيطان؛ فارتحلوا منه"، وهذا شيء لا يعلمه إلا نبي، فهو خاص".
***
[١٢ - باب في بناء المساجد]
٤٤٨ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن الصبَّاح بن سفيان: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أمرت بتشييد المساجد".
قال ابن عباس: لتُزَخْرِفُنَّها؛ كما زخرفت اليهود والنصارى.
• حديث مرسل بإسناد صحيح، وقول بن عباس: موقوف عليه بإسناد صحيح.
أخرجه من طريق أبي داود:
ابن حزم في المحلى (٤/ ٤٤ و ٢٤٧ - ٢٤٨)، والبيهقي (٢/ ٤٣٨)، والبغوي في شرح السنة (٢/ ١١١/ ٤٦٤).
وأخرجه من طريق محمد بن الصباح:
ابن حبان (٤/ ٤٩٣ / ١٦١٥)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ٣١٣)، وابن حجر في التغليق (٢/ ٢٣٩).
قال النووي في الخلاصة (٨٧٨): "رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم".
وقال ابن حجر في التغليق (٢/ ٢٤٠): "وأبو فزارة: وثقه ابن معين والدارقطني، وقال أبو حاتم: صالح، وروى له مسلم من روايته عن يزيد بن الأصم؛ فالحديث على شرطه؛ لكنه معلول".
وقال ابن حبان: "أبو فزارة، راشد بن كيسان: من ثقات الكوفيين وأثباتهم".
وقال أبو نعيم: "لم يوصله إلا محمد بن الصباح، ورواه عبد الجبار وغيره فوقفه على يزيد".