للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سوى ابنه عبد الله، ولا عن عبد الله سوى الحسين بن واقد، فهو إسناد مروزي خالص، فأين عنه أهل الحرمين، وأهل العراق، وأهل الشام، وأهل اليمن، وأهل مصر، وغيرهم؟ ثم أين عنه بنو هاشم في حمل أحاديث فضائلهم؟.

* وقد روي نحو هذه القصة للحسن بن علي وحده، من حديث زيد بن أرقم، لكن بإسناد واهٍ، لا يصلح في الشواهد [أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٣/ ٢١٥)].

* وعلى هذا: فإن هذا الحديث قد تفرد به الحسين بن واقد عن ابن بريدة عن أبيه، ولم يتابع عليه في الجملة، فهو حديث غريب.

فإن قيل: قد حسنه الترمذي مع استغرابه له، فيقال: تحسين الترمذي للحديث إنما هو على شرطه، وإنه من قسم الضعيف عنده، وقد سبق أن ذكرت ذلك مرارًا، فإن تحسين الترمذي للحديث ليس دليلًا على ثبوت الحديث عنده، وإنما الأصل فيه أنه داخل في قسم الضعيف حتى يأتي دليل على تقويته، وهو كما قال الذهبي في الميزان (٤/ ٤١٦): "فلا يغتر بتحسين الترمذي، فعند المحاققة غالبها ضعاف"، ولو كان ثابتًا صحيحًا عند الترمذي لقال: "حديث حسن صحيح"، أو قال: "حديث صحيح"، فكيف وقد استغربه، وقال: "إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد"!، والله أعلم.

* فإن قيل: له شاهد يقويه:

وهو: حديث حميد بن هلال، قال: قال أبو رفاعة: اننهبت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب، ... فذكر قصة الرجل السائل الذي أقبل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وترك خطبته حتى علمه دينه، وهو جالس على كرسي قوائمه حديد".

فهو حديث معلول؛ أعله ابن المديني بالانقطاع، وتقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (١٠٩١)؛ الشاهد الثاني، ثم إنه لا يشهد لحديث بريدة هذا لاختلاف الواقعة بكل معانيها؛ إلا في هذا المعنى الذي ترجم له أبو داود.

* وأما أحاديث تكليم الإمام من شاء في أثناء الخطبة للحاجة تعرض، فقد تقدم الكلام عنها في الموضع المشار إليه، عند الحديث رقم (١٠٩١).

***

[٢٣٤ - باب الاحتباء والإمام يخطب]

١١١٠ - المقرئ: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه؛ "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحُبوةِ يومَ الجمعة والإمام يخطُب".

* حديث ضعيف

أخرجه الترمذي (٥١٤)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"

<<  <  ج: ص:  >  >>