للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحسين بن واقد: مروزي، ليس به بأس، له أوهام ومناكير عن عبد الله بن بريدة وأبي إسحاق السبيعي وعمرو بن دينار وغيرهم، وقد وثقه جماعة، فقال ابن معين [في رواية الدوري والدارمي وابن أبي خيثمة]: "ثقة"، وفي رواية ابن طهمان عنه: "ثقة، ليس به بأس"، وقال أبو زرعة والنسائي: "ليس به بأس"، وقال ابن سعد: "كان حسن الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "وربما أخطأ في الروايات"، واختلف فيه قول أحمد، فقال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله: ما تقول في الحسين بن واقد؟ فقال: "لا بأس به"، وأثنى عليه خيرًا، وقال عبد الله بن أحمد: "قال أبي: عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد: ما أنكرها، وأبو المنيب أيضًا، يقولون: كأنها من قبل هؤلاء"، وقال في رواية له: "ما أنكر حديث حسين بن واقد وأبي المنيب عن ابن بريدة"، وفي رواية المروذي: "ليس بذاك"، وفي رواية الميموني: "له أشياء مناكير"، وقال أيضًا: "وأحاديث حسين ما أرى أي شيء هي! "، ونفض يده، وسئل أحمد عن حديث أيوب عن نافع عن ابن عمر في الملبقة [وهو عند أبي داود برقم (٣٨١٨)]، فأنكره، وقال: "من روى هذا؟ "، قيل له: الحسين بن واقد، فقال بيده وحرك رأسه؛ كأنه لم يرضه، لكن أبا حاتم قال: "هذا حديث باطل"، وألحق التبعة فيه بأيوب بن خوط، وهو: متروك، ولم يحمل على الحسين بن واقد [طبقات ابن سعد (٧/ ٣٧١)، تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ٣٥٥/ ٤٧٥٠)، تاريخ ابن معين للدارمي (٢٩٠)، سؤالات ابن طهمان (٣٧٧)، العلل ومعرفة الرجال (١/ ٣٠١/ ٤٩٧) و (٢/ ٢٢/ ١٤٢٠)، سؤالات المروذي والميموني (١٤٦ و ٤٤٤)، ضعفاء العقيلي (١/ ٢٥١) و (٢/ ٢٣٨)، الجرح والتعديل (٣/ ٦٦) و (٥/ ١٣)، علل الحديث (٦٣٠ و ٩٨٢ و ١٥٣١ و ١٧٣٤)، الثقات (٦/ ٢٠٩)، علل الدارقطني (٢/ ١٩٨/ ٢١٧) و (٤/ ٩/ ٤٠٧) و (٤/ ٤٢/ ٤٢٣) و (٤/ ١٤٥/ ٤٧٥) و (٥/ ٥٧/ ٧٠٢) و (٥/ ١٠٣/ ٧٤٩) و (٥/ ٣٠٤/ ٩٠٠) و (١٣/ ٤٣٩/ ٣٣٣١)، الميزان (١/ ٥٤٩)، التهذيب (١/ ٤٣٨)، وقد تقدم ذكره مرارًا، انظر مثلًا: ما تقدم برقم (٨٩٦)].

وقد قمت بسبر مرويات الحسين بن واقد التي حكم عليها الأئمة، والنظر فيها واعتبارها، مع ملاحظة أحكام الأئمة عليها بالقبول والرد والتعليل والتوهيم، فتبين لي:

أن الحسين بن واقد: ليس به بأس، يخطئ أحيانًا في الروايات، ويخالف أحيانًا الثقات، وقد أنكر عليه أحمد ما رواه عن عبد الله بن بريدة خصوصًا، فدل ذلك على أنه مقبول الرواية حسن الحديث إذا لم يخالف غيره من الثقات؛ إلا عن عبد الله بن بريدة فإنه لا يقبل حديثه عنه حتى يتابع عليه في الجملة، كي تزول النكارة عن حديثه، فإذا لم يتابع رُدَّ حديثه، والله أعلم.

* وهذه القصة في فضيلة الحسن والحسين؛ في واقعة شهدها جمع من الصحابة، على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي يوم الجمعة، فلا يخفى مثل ذلك على الحاضرين، مع توافر الهمم والدواعي لنقل مثل هذه الحادثة، ثم لا ينقلها سوى بريدة بن الحصيب، ولا عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>