للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأذَّنتُ، فجعلتُ أقول: أقيم يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فجعل ينظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر، فيقول: "لا"، حتَّى إذا طلع الفجر نزل، فبَرَز، ثم انصرف إليَّ وقد تلاحق أصحابه -يعني: فتوضأ-، فأراد بلال أن يقيم، فقال له نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخا صُدَاءٍ هو أذَّن، ومَنْ أذَّن فهو يُقيم" قال: فأقمتُ.

وهو حديث منكر، تقدم برقم (٥١٤).

***

[٤٥ - باب في التثويب]

٥٣٨ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن كثير: ثنا سفيان: ثنا أبو يحيى القتَّات، عن مجاهد، قال: كنت مع ابن عمر، فثوَّب رجل في الظهر أو العصر، قال: اخرج بنا؛ فإن هذه بدعة.

• حديث حسن، موقوف على ابن عمر.

أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (١/ ٤٢٤).

وأخرجه من طريق محمد بن كثير: الطبراني في الكبير (١٢/ ٤٠٣ / ١٣٨٤٦).

قال عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٣٠٨): "أبو يحيى هذا: ضعيف الحديث"، وانظر: بيان الوهم (٥/ ٣٣٢/ ٢٥١٠).

وقال النووي في المجموع (٣/ ١٠٦): "وليس إسناده بقوي".

• ورواه عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن ليث، عن مجاهد، قال: كنت مع ابن عمر فسمع رجلًا يثوِّب في المسجد، فقال: اخرج بنا من عند هذا المبتدع.

أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٧٥/ ١٨٣٢).

قلت: ليث، هو: ابن أبي سليم، وهو: ضعيف لأجل اختلاطه، وعدم تميز حديثه، وهو في الأصل صدوق، معروف بالرواية عن مجاهد، مكثر عنه، علق له البخاري، وروى له مسلم مقرونًا، وهو هنا لم ينفرد عن مجاهد به، فقد تابعه عليه: أبو يحيى القتات، وهو مكثر أيضًا عن مجاهد، لكنه ليس بالقوي، روى عنه إسرائيل مناكير، لكن قال أحمد: "وأما حديث سفيان عنه فمقارب" [التهذيب (٤/ ٦٠٧)، الميزان (٤/ ٥٨٦)، ضعفاء العقيلي (٢/ ٣٣٠)]، وهذا من رواية سفيان عنه، فباجتماع هذين الطريقين عن مجاهد، يحسن الحديث، ويثبت من فعل ابن عمر وقوله، والله أعلم.

• وهذا التثويب الَّذي رآه ابن عمر بدعةً، قال فيه إسحاق بن راهويه: [التثويب بين الصلوات، وهو مما ابتدعه القوم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتركه أفضل" [مسائل الكوسج (١٧٣)].

وقيل: إذا كان قبل الإقامة، قال المؤذن: حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح [انظر: الصلاة لأبي نعيم (٢٥٦)].

<<  <  ج: ص:  >  >>