عنه، وإنما رواه الناس عن الأعمش بلفظ آخر، وهو قوله: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين".
وقال البيهقي (٢/ ١٩): "وروي عن شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: مرفوعًا، وليس بمحفوظ".
قلت: اختلف أصحاب شريك عليه في لفظ هذا الحديث، فرواه أصحابه الثقات [مثل: علي بن الجعد، والأسود بن عامر، وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عنه، بلفظ: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين"، ولم يذكروا هذه الزيادة: "المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة"، وانفرد عنه: يحيى بن إسحاق السيلحيني [وهو: صدوق حافظ، وله أفراد] بهذا اللفظ دونهم، وهذا وهم ظاهر. وانظر: علل الدارقطني (١٠/ ١٩٦)، والحديث المتقدم برقم (٥١٨).
٢ - عن علي بن أبي طالب قوله: وقد صح عنه:
يرويه: شعبة، وسفيان الثوري [من رواية عبد الرزاق عنه]، وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار:
عن منصور، قال: سمعت هلال بن يساف، يحدث عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي - رضي الله عنه - قال: المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة.
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٧٦/ ١٨٣٦)، والطحاوي في المشكل (٥/ ٤٤١)، والبيهقي (٢/ ١٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (٤/ ٣٦٧).
ورواه وكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين:
عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي عبد الرحمن.
أو: عن هلال، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، قال: قال علي: ... فذكره.
أخرجه أبو نعيم في الصلاة (٢٨٨)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٦٣/ ٤١٧١).
قلت: ورواية من لم يشك أولى، فإنه ثقة حافظ، وأيًّا كان، فهو إسناد كوفي صحيح، موقوف على علي بن أبي طالب.
٣ - عن ابن عمر:
يرويه معارك بن عباد، عن يحيى بن أبي الفضل، عن أبي الجوزاء، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤذنون أحق بالأذان، والإمام أحق بالإقامة".
رواه أبو الشيخ في كتاب الأذان [البدر المنير (٣/ ٤٢٥)، التلخيص (١/ ٢١١)].
وهو حديث منكر، معارك بن عباد العبدي: واهي الحديث، أحاديثه منكرة [انظر: التهذيب (٤/ ١٠٢)، الميزان (٤/ ١٣٣)]، ويحيى بن أبي الفضل: لم أعرفه.
٤ - عن زياد بن الحارث الصُّدائي:
زياد بن الحارث الصُّدائي، قال: لما كان أولُ أذان الصبح أمرني -يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -