للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه عن حرمي بن عمارة [وهو: ثقة]: محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد [عند أبي داود]، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان [عند الحاكم]، وهما ثقتان.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبيد اللَّه هذا هو: ابن النضر بن أنس بن مالك، وقد احتجا بالنضر".

قلت: وهم الحاكم في نسب الراوي؛ إنما هو: عبيد اللَّه بن النضر بن عبد اللَّه بن مطر القيسي، ويأتي الكلام عليه قريبًا، وقد تعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك.

* تابع حرميًا عليه:

يونس بن محمد المؤدب [ثقة ثبت]: ثنا عبيد اللَّه -يعني: ابن النضر-: حدثني أبي؛ أنها كانت ظلمةٌ على عهد أنس، حتى كأنَّ النهار مثل الليل، قال: فأتيته بعد ما انجلت، فقلت: يا أبا حمزة! هل كان يصيبكم مثل هذا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: معاذ اللَّه! إن كانت الريح لتشتدُّ فنبتدِرُ إلى المسجد، أيُّنا يدخله أولًا.

أخرجه البيهقي في الشعب (١/ ٥٤٧/ ٩٩٦)، بإسناد صحيح إلى المؤدب.

قال النووي في الخلاصة (٣٠٥٩): "رواه أبو داود بإسناد حسن".

قلت: النضر هو: ابن عبد اللَّه بن مطر القيسي البصري، ابن بنت قيس بن عُبَاد: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه اثنان، وهو: مجهول، وترجم له ابن أبي حاتم ثلاث مرات، فقال: النضر البصري، وقال: النضر القيسي، وقال: النضر بن عبد اللَّه، وهم واحد، وليس له كثير رواية، إنما يروي المقاطيع عن جده لأمه قيس بن عباد [التاريخ الكبير (٨/ ٨٧)، والجرح والتعديل (٨/ ٤٧٣ و ٤٧٧)، والثقات (٥/ ٤٧٥)، والمؤتلف للدارقطني (٤/ ٢٢٢٠)، والتهذيب (٤/ ٢٢٣)].

وعبيد اللَّه بن النضر، وإن وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: "لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٣/ ٣٠)]؛ إلا أن الإمام أحمد ذكر له قصة في العلل (٣/ ٦٢/ ٤١٧٨)، ونقلها عنه العقيلي في الضعفاء (٣/ ١٢٨)، وهي تدل على تغير حفظه لما كبر حتى نسي، فقد سمع منه ابن مهدي حديثًا، ثم أتاه مع ابن المبارك بعد سنين ليُسمِعه نفس الحديث، فقال عبيد اللَّه: "لا أحفظه"، فقال ابن مهدي: "إنك حدثتنا به، قال: أنا يومئذ أحفظ مني اليوم".

وقد ذكر البخاري في تاريخه (٥/ ٤٠١) اختلافًا عليه في إسناد هذا الحديث، كأنه يشير إلى اضطرابه فيه [وانظر أيضًا: كنى مسلم (٢/ ٨٣٩)، والجرح والتعديل (٥/ ٣٣٥)، والثقات (٧/ ١٥٠)، والمؤتلف للدارقطني (٤/ ٢٢٢١)، والإكمال لابن ماكولا (٧/ ٢٦٧)، وتاريخ دمشق (٤٩/ ٤٤١)، وتاريخ الإسلام (٩/ ٥١٧)، والميزان (٣/ ١٦)].

وعلى هذا: فإن هذا الحديث لا يثبت، وهو: حديث ضعيف.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>