للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"المجتمع". . . ." (١). وهو لا يهتم بمُثُل عليا أو أخلاق مطلوبة ومعيارية بسبب وضعيته التي تحتم عليه العلمية؛ لهذا تكون مهمة علم الاجتماع كشف القيم كما هي لا ما ينبغي (٢). وينكر تبعًا لذلك "ليفي بريل" "على الأخلاق أن تنظر فيما ينبغي أن يكون عليه السلوك الإنساني، وعليها إن شاءت أن تكون علمًا، أن تنصرف عن التشريع المثالي إلى دراسة الوقائع الخلقية دراسة وصفية تقريرية -كما هو الحال في كل علم- لتحصيل المعرفة التي تمكننا من التحكم في الظواهر التي اكتشفت قوانينها. . . ." (٣). ومن أهم أفكار "بريل" "أن الظواهر الخلقية ظواهر اجتماعية، وأنها تتغير بتغير الظواهر الاجتماعية الأخرى" (٤)، وهذه الأخلاق الوحيدة التي يدرسها علم الاجتماع كأي ظاهرة طبيعية (٥). ولا يفرق "بريل" بين "الواقع الاجتماعي" و"الواقع الطبيعي"؛ لأنه بحسب موقفه الطبيعي لا يؤمن إلا بعالم واحد هو العالم الطبيعي الذي يخضع بأسره لاطراد القانون (٦). وتمتاز عنها المدرسة الاجتماعية الأمريكية بوجه عام بإقرارها بأهمية دور القيم في السلوك الإنساني (٧).

الموقف الرابع: الاقتصادية، بدأت تحولات بارزة في علم الاقتصاد ولاسيّما في كتابات آدم سميث (٨)، ويرد مفهوم القيمة في المجال الاقتصادي كدلالة على السعر المقدر للسلعة، فيقال: قيمتها كذا (٩)، وبقيت بهذا المفهوم تدرس في


(١) الأخلاق بين الفلسفة وعلم الاجتماع، د. السيد محمَّد بدوي ص ١٤٤ - ١٤٥ مع الاختصار، وانظر: قضايا علم الأخلاق: دراسة نقدية من زاوية علم الاجتماع، د. قباري إسماعيل ص ٥٨ - ٥٩.
(٢) انظر: نظرية القيم في الفكر المعاصر، قنصوه ص ٨٢ - ٨٣.
(٣) نظرية القيم في الفكر المعاصر، قنصوه ص ٨٣.
(٤) المرجع السابق ص ٨٣ - ٨٤.
(٥) انظر: المرجع السابق ص ٨٥.
(٦) انظر: المرجع السابق ص ٨٤، كما أن الكتابين التاليين بكاملهما حول الموضوع: الأخلاق بين الفلسفة وعلم الاجتماع، د. السيد محمَّد بدوي، وقضايا علم الأخلاق: دراسة نقدية من زاوية علم الاجتماع، د. قباري إسماعيل.
(٧) انظر: المرجع السابق، قنصوه ص ٨٦.
(٨) انظر: المرجع السابق ص ٩٠.
(٩) انظر: القيم بين الإِسلام والغرب. . . .، د. مانع المانع ص ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>