للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضل الاختراع والابتكار لفرويد وحده" (١). وفي نوع من المبالغة ومن الاعتداد بهذا التقليد يقول في خاتمة المقدمة: "واعتقادي أن القارئ إذا قرأ هذا الكتاب بترتيب فصوله، بدون تقديم فصل على آخر، أمكنه في النهاية أن يعرف سريرة نفسه، ويقف على ميوله، ويفسر أحلامه، ويعالج أمراضه النفسية" (٢). فانظر كيف يتحول قارئ كتيب صحفي إلى شخص يُدرك كل هذا الأمر ويصبح طبيبًا لأمراض نفسه، وهو أمر قد لا يدّعيه أمهر المتخصصين في هذا العلم.

ويستسلم لآراء "فرويد"، وتصبح أحكامًا قطعية عنده، ففي حديثه عن "العقل الكامن - اللاوعي" يقول: "فقد أثبتت الأبحاث أنه هو الذي يقرر عقائدنا الدينية والسياسية، ويكوِّن الأخلاق والأمزجة للناس، ويعمل لرقيهم أو انحطاطهم" (٣). وفي السياق نفسه، وفي كتابه: "دراسات سيكولوجية" يستلهم فرويد وإن كان مع بعض التحفظ، حيث أعلن أنه قد لا يُسلّم بكل ما قاله فرويد، ومع ذلك يقول: "وأحب أن أصف مؤلفات فرويد بأنها فلسفة، بل هي أحيانًا فن أكثر مما هي علم: ذلك أني أحس أنها أنارت بصيرتي أو زادتها. ."، ثم عرف بأهم أفكار فرويد (٤)، وهنا يتحول من علم إلى مجال آخر.

وفي دراسة موسعة لأحد تلامذته خصص فصلًا عن دور "سلامة موسى" في علم النفس، وأخذ عليه أنه جلس أسيرًا لفرويد ولم تصله فتوحات بافلوف، ولاسيّما أن سلامة موسى مال في آخر حياته إلى الماركسية، ولكنه لم يكمل تشرب كل أفكارها، وذكر كيف أصبح سلامة موسى يكتب مقالاته وكتبه من منظور علم النفس الفرويدي: الكبت، الأسرة، الزواج، العلاقات الجنسية، الأخلاق (٥)، وغيرها.

إن ميل "سلامة موسى" للإلحاد وانغماسه في الأحزاب الشيوعية يفسر


(١) سلامة موسى وأزمة الضمير العربي، د. غالي شكري ص ١٧٦، وهناك جهد للرفع من شأنه وكتابات متتابعة عنه من قبل المتغربين انظر بعضها في: المرجع السابق، قراءة في فكر التبعية.
(٢) انظر: أسرار النفس، سلامة موسى ص ٥.
(٣) أسرار النفس ص ٩ ..
(٤) انظر: دراسات سيكولوجية، سلامة موسى ص ٦ - ١٠.
(٥) انظر: سلامة موسى وأزمة الضمير العربي ص ١٧٨ - ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>