من العلماء والمؤرخين ورجال الكنيسة لتقويم الحكم الذي صدر على جاليليو. وقد توصلت اللجنة إلى أن القضاة الذين حاكموه قد جانبوا الصواب، وفي عام (١٩٨٤ م) تمّ ردّ الاعتبار لجاليليو أي بعد ما يقرب من (٣٥٠) سنة من إدانته (١).
أما جاليليو فقد حُكم عليه بالسجن، إلا أن البابا آنذاك خفف عنه وجعله في إقامة جبرية خاضعة للمراقبة والمتابعة، وفيها أخرج أهم مؤلفاته في الفيزياء والميكانيكا الحديثة.
ج- ما بعد الصراعين "النتائج":
ذهب "جاليليو" وبقيت آثار الصراع، منها ما كان خاصًا بالمجال العلمي، ومنها ما له علاقة بالنظريات العلمية، ومنها ما له علاقة بالأنظمة الثقافية والدينية والاجتماعية السائدة، ومن أهم ما يختم به هذا الحدث من نتائج أربع قضايا وهي:
أولًا: أثر الصراع في بروز الحل العلماني القائم على الفصل بين الكنيسة والعلم.
ثانيًا: قضية تكافؤ النظريات العلمية.
ثالثًا: القانون وآلية حركة الكون.
رابعًا: التقدم العلمي والمنهج الجديد.
فالأولى تبين أبعاد الطلاق القائم في الغرب بين العلم والدين وترسباتها التاريخية الحديثة، والثانية توضح مسألة مهمة تخص النظريات العلمية وتتعلق بالتساؤل حول إمكانية وجود أكثر من نظرية حول قضية واحدة، وأما الثالثة فهي بعض ما رسّخَهُ جاليليو في حركة العلم الحديث، ولها آثارها على المجال الديني، وأما الأخيرة فتبين حقيقة الأثر الإيجابي لجاليليو في حركة العلم الحديث.
أوّلًا: أثر الصراع بين جاليليو وبالكنيسة في بروز الحلّ العلماني القائم على الفصل بين الدين والعلم أو بين الكنيسة والعلم:
سبق أن ذكرنا بأن هذه المرحلة في أوروبا مرحلة صراعات كبيرة كان
(١) انظر: غاليليه أو مستقبل العلم ص ١٠٠، ويُعدّ جون بول الثاني المنتخب عام (١٩٧٨ م) أول بابا غير إيطالي منذ (١٥٢٣ م)، انظر: مادة (البابا) في الموسوعة العربية العالمية.