مناقشته والاستقصاء في السؤال، وهو عبارة عن مؤَاخذة العَبْد بخطاياه كلّها.
(سُوء الدار) :
يحتمل أن يريد بها في الدنيا والآخرة، وهو تَهكم بهم، لأن ذلك عليهم لا لهم، وكذلك قوله:(وبئس المهاد) ، تهكّم، لأن المِهاد هو ما يُفْرش ويُوطَأ.
(سُكِّرَت أبصارُنا) :
قد قدمنا أن الضمير لكفّار قريش المعاندين المختوم عليهم بالكفر، والمعنى أنهم لو رأوا أعظم آيةٍ لقالوا إنها تخيّل أو سِحر.
وقرئَ بالتشديد والتخفيف، ويحتمل أن يكون مشتقَّا من السكر.
ويكون معناه خدعت أبصارنا، فرأينا الأمر على غير حقيقته، أو من السكر
وهو السدّ فيكون معناه منعت أبصارُنا من النظر.
(سرَادِقها) :
قال الجواليقي: هو معرب، وأصله سرادار.
وهو الدهليز.
وقال غيره: الصواب أنه بالفارسية سرادره، أي ستر الدار.
وسرادق جهنم: حائط من نار، وقيل دخان.
(سنْدس وإِستبرق) :
قال الجواليقي، رقيق الديباج بالفارسية.
وقال الليث: لم يختلف أهل اللغة والمفَسِّرون في أنه معرب.
وقال شيذلة: هو بالهندية.
(سؤْلكَ) ، أي بغيتك.
(سلالة من طين) :
أي ما يَسيل من الشيء ويُستخرج منه، ولذلك قوله بعد هذا:(ثم جعلناه نطْفةً) - لا بد أن يرَاد به ابن آدم، فيكون الضمير على مَنْ ذكر أوّلاً، لكن يفسره سياق الكلام، وإن أراد بالإنسان ابن آدم فيستقيم عَوْد الضمير عليه، ويكون معنى خَلَقَه من سلالَةٍ من طين أنه خلق أصْلَه وهو أبوه آدم.
ويحتمل عندي أن يريد بالجنس الذي يعمّ آدم وذريته، فأجملَ ذِكْرَ الإنسانِ أوّلاً ثم فصَّله بعد ذلك إلى الخلقة المختصة بآدم، وهي من طين، وإلى الخلقة المختصة بذريته وهي النطفة.