للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العناية في سِلْكِ سلمان مِنا أهْل البيت.

يا صهيب، ما الذي سمعتَ من الأخبار

حتى تنعلت، ولبسْتَ سربالَ الهموم حتى سبقْت.

يا ابْنَ أدهم، مَنْ أنت حتى طرَّزْت حلَل المنابر برقوم مدحتك.

يا عتبة، مَنْ أنْتَ حق تزينَت مجالِس الأذكار بحديثك.

يا رابعة، مَنْ أنْتِ حتى لبيت المنادي، وحلَلْتِ من القرب في

النادي، وقيل لك: مِن أجلك قبلت مَنْ أتى إليك، اللهم إنك نبَّهْتَ قلوباً

نائمة، وأيقظت أسماعاً ساهية، وأقمتَ بالمواعظ إلى بابك قلوباً ناسية حتى سمعوا الإشارةَ، فأسرعوا وصفَتْ قلوبهم لمحبتك فيهم، فإنهم لم يحبوك حتى أحبَبْتَهم، ولم يقربوا منك حتى أوصلْتَهم، ارحمنا بذكرهم واقْبَلْنَا كما قبِلْتَهم، فإنه لا مانعَ لما أعطيْتَ، ولا مُعْطِيَ لما منَعْتَ، ولا تحرم مَنْ نظر في كتابي هذا وقال: اللهم ارْحَم المحرومَ برحمتك، وإن كان غَيْرَ مستأهل القبول، فضلك الكريم لا يرد الطفيليَّ والمتعلق.

فإن قلت: ما فائدة الجمع في قوله: (وإذا قيل لهم تعالَوْا يستغْفِر لكمْ

رسولُ الله) ، مع أن الخطاب لواحد؟

والجواب: أن الإسناد للتحقير وإبقاء الستر على العُصَاة حيث لم يعيّن القائِل.

وقد كان له أتباع من المنافقين يوافقونه على ما قال، فالخطابُ لهم.

(يأتِينَ بفاحشَة مُبَيِّنَة) :

ضمير الإناثِ يرجعُ إلى المطلقات.

والمعنى أن الله نهى عن أن يُخْرج الرجلُ المطلقةَ من المسكن الذي طلَّقها فيه.

ونهاها هي أنْ تخرجَ باختيارها إلا أن تأتي بفاحشة.

واختلف في هذه الفاحشة التي أباحَتْ خروجَ المعتدَّة على خمسة أقوال:

الأول أنها الزنى، فتخرج لإقامة الحدّ! قاله الليث بن سعد، والشعبي.

والثاني أنه سؤال وكلام مع الأصهار، فتخرج ويسقط حقها من السكنى.

ويلزمها الإقامة في مسكن تتخذه حفظاً للنسب، قاله ابن عباس.

ويؤيّده قراءة أبيّ بن كعب: " إلا أنْ يفحشن عليكم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>