للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: وجود المحرز، أي الطالب لذلك المحل، فلا يجوز إن زيداً وعمراً

قاعدان، لأن الطالب لرفع عمرو هو الابتداء، وقد زال بدخول " إن ".

وخالف في الشرط الكسائي مستدلاً بقوله تعالى: (إنَّ الذين آمَنوا والذين

هَادوا والصَّابِئُون) .

وأُجيب بأن خبر (إن) فيها محذوف أي مأجورون، أو آمنون، ولا تختص مراعاةُ الموضع بأن يكون عامل اللفظ زائداً.

وقد أجاز الفارسي في قوله: (وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ) .

أن يكون يوم القيامة عطفاً على محل هذه.

وعطف التوهم، نحو: ليس زيد قائما ولا قاعدٍ - بالخفض، على توهّم دخول الباء في الخبر.

وشرط جوازِه صحة دخول ذلك العامل المتوهم، وشرط حُسْنِه

كثرة دخوله هناك.

وقد وقع هذا العطف فَي المجرور في قول زهير:

بدَا لِيَ أَني لسْتُ مدْرِكَ ما مضى ... ولا سابق شيئاً إذا كان جائيا

وفي المجزوم في قراءة غير أبي عمرو: (لولا أخرْتَنِي إلى أجل قريب

فأصَّدقَ وأكنْ) ، خرجه الخليلُ وسيبويه على أنه عطف على

التوهم، لأن معنى (لولا أخرتني فأصدَّق) ومعنى أخرني أصَّدَّق واحد.

وقراءة قنبل: (إنه مَنْ يتَّقي ويصبر) .

خرجه الفارسي عليه، لأن من الموصولة فيها معنى الشرط.

وفي المنصوب في قراءة حمزة وابن عامر: (ومِن وَرَاء إسحاقَ يعقوب) .

وقال بعضهم في قوله تعالى: (وحِفظاً مِن كلِّ شيطان) : إنه عطف على معنى (إنا زَينَّا السماء الدنيا) ، وهو إنا خلقنا الكواكبَ في السماء الدنيا زينة

للسماء.

وقال بعضهم في قراءة: "وَدّوا لو تدهِنُ فيدهنوا ".

إنه على معنى ودّوا أن تدهن.

وقيل في قراءة حفص: (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ)

<<  <  ج: ص:  >  >>