للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثامن: خطاب المدح، نحو: (يا أيها الذين آمنوا) ، ولهذا وقع خطاباً

لأهل المدينة: والذين آمنوا وهاجروا.

أخرج ابن أبي حاتم عن خَيْثَمة قال: ما تقرأون في القرآن (يا أيها الذين

آمنوا) ، فإنه في التوراة يا أيها المساكين.

وأخرج البيهقي وأبو عُبيد وغيرهما، عن ابن مسعود، قال: إذا سمعتَ الله

يقول: (يا أيها الذين آمنوا) - فأوْعِها سَمْعَك، فإنه خير يأمر به أو شر ينْهَى

والتاسع: خطاب الذم، نحو: (يا أيها الذين كفروا لا تعتَذِرُوا اليوم)

(قل يا أيها الكافرون) .

ولتضمنه الإهانة لم يقع في القرآن في غير هذين الموضعين.

وكثر الخطاب بيا أيها الذين آمنوا على الموَاجهة، وفي جانب الكفار جيء بلفظ الغيبة، إعراضاً عنهم، كقوله: (إنَّ الذين كفَرُوا) .

(قل للذين كفروا) .

العاشر: خطاب الكرامة، كقوله: (يا أيها النبي) .

(يا أيها الرسول) .

قال بعضهم:

وتجد الخطاب بالنبي في محل لا يليقُ به الرسول، وكذلك العكس، كقوله في

الأمر بالتشريع العام: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) .

وفي مقام الخاص: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) .

وقد يعبر بالنبي في مقام التشريع العام، لكن مع قرينة إرادة التعميم.

كقوله: (يا أيها النبي إذا طلّقْتُم النساءَ) .

ولم يقل طلقت.

الحادي عشر: خطاب الإهانة، كقوله: (فإنّك رَجِيم) .

(اخْسَئُوا فيها ولا تُكلمون) .

الثاني عشر: خطاب التهكم، نحو: (ذُقْ إنّكَ أنْتَ العزيزُ الكريم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>