وحقيقة استفهام التقرير أنه استفهام إنكار.
والإنكار تفْيٌ، وقد دخل على النفي، ونفي النفي إثبات.
ومن أمثلته: (ألَيْسَ الله بكافٍ عَبْدَه) .
(أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) .
وجعل منه الزمخشري: (ألم تعلم أنَّ اللهَ على كل شيء قدير) .
الرابع: التعجب أو التعجيب، نحو: (كيف تَكْفرونَ باللَّهِ) .
(مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ) .
وقد اجتمع هذا القِسْم وسابقاه في قوله: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) .
قال الزمخشري: الهمزة للتقرير مع التوبيخ والتعجيب من حالهم.
ويحتمل التعجبَ والاستفهام الحقيقي: (ما وَلاَّهم عن قِبْلَتِهمْ) .
الخامس: العتاب، كقوله: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) .
قال ابن مسعود: ما كان بين إسلامهم وبين أن عوتبوا بهذه الآية إلا أربع سنين. أخرجه الحاكم.
ومن ألطف ما عاتب الله به خَيْرَ خلقه بقوله: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) ، ولم يتأدّب الزمخشريُّ بأدب الله في هذه الآية على عادته في سوء أدبه.
السادس: التذكير.
وفيه نوع اختصار، كقوله: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ) .
(ألم أَقلْ لكم إني أعلم غَيْبَ السماواتِ والأرضِ) .
(هل علمْتم ما فعلْتم بيوسف وأخيه) .
السابع: الافتخار، نحو: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ) .
الثامن: التفخيم، نحو: (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) .