للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعد فعل دالٍّ على معنى غير اليقين، فتكون في محل رفع، نحو:

(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) .

(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) .

ونصب، نحو: (نَخْشَى أن تُصِيبَنَا دائرةٌ) .

(وما كان هذا القرآن أن يُفْتَرَى) .

(فأرَدتُ أن أعِيبها) .

وخفض، نحو: (أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا) .

(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) .

وأن هذه موصول حرفي، وتوصل بالفعل المتصل: مضارعاً كما مر.

وماضياً، نحو: (لولا أن مَنَّ اللهُ علينا) .

(وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ) .

وقد يرفع المضارع بعدها إهمالاً لها، حملاً على (ما) أختها، كقراءة ابن

محيصن: (لِمَنْ أرادَ أن يَتِم الرضاعةُ) (١) .

الثاني: أن تكون مخففة من الثقيلة، فتقع بعد فعل اليقين، أو ما نزِّل منزلته.

نحو: (أفلا يَرَوْنَ ألا يرجعُ إليهم قَوْلاً) .

(علم أن سيكون) .

(وحسبوا ألا تكون فتنة) - في قراءة الرفع.

الثالث: أن تكون مفسرة بمنزلة أي، نحو: (فأوحينا إليه أن اصنَعِ الفلْكَ

بأعيننا) ، (ونودوا أن تلكم الجنة) .

وشرطها أن تسبق بجملة، فلذلك غَلِطَ مَنْ جعل منها: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .

وأن يتأخر عنها جملة، وأن يكون في الجملة السابقة معنى القول.

ومنه: (وانطلق الملأ منهم أن امْشوا واصبِروا) .

إذ ليس المراد بالانطلاق المشي، بل انطلاق ألَسنتهم بهذا الكلام.

كما أنه ليس المراد بالمشي المتعارف، بل الاستمرار على المشي.

وزعم الزمخشري أن التي في قوله: (أنِ اتخِذِي من الجبال بُيوتاً) - مفسرة.


(١) - بفتح الياء من يتم ورفع الرضاعة وهي قراءة ابن محيصن. انظر إتحاف فضلاء البشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>