للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزيادة، فقيل: إن الإشارة إلى دم الحيض، فإنه يقل ويكثر.

وقيل للولد، فالغيض السقط أو الولادة لأقل من تسعة أشهر.

والزيادة البقاء أكثر من تسعة أشهر.

ويحتمل أن تكون " ما " في قوله ما تحمل وما تغيض وما تزداد

موصولة أو مصدرية.

(تَهْوِي إليهم) : تقصدهم بجد وإسراع، ولهذه الدعوة

حبّب الله حَبَّ البيت إلى الناس، على أنه قال: (من الناس) بالتبعيض.

قال بعضهم: لو قال أفئدة الناس لحجَّته فارس والروم.

(تَسْرَحون) ، أي حين ترُدُّونها بالغداة إلى الرعي.

(وتريحون) ، حين تردُّونها بالعَشِيِّ إلى المنازل، وإنما قدم

تريحون لأن جمال الأنعام بالعشي أكثر، لأنها ترجع وبطونها ملأى وضروعها

حافلة.

(تَمِيد) ، تتحرك، وهو في موضع مفعول من أجله.

والمعنى أنه ألقى الجبال في الأرض لئلا تميد الأرض.

وروي أن الله لما خلق الأرض جعلت تَفور، فقالت الملائكة: لا يستقر على ظهرها أحد، فأصبحت وقد أُرسيت بالجبال.

(تَخَوُّفٍ) ، فيه وجهان:

أحدهما: أنَّ معناه على تنقّص، أي ينتقص أموالهم وأنفسهم شيئاً بعد شيء

حتى يهلكوا من غير أن يُهلكلهم جملة واحدة، ولهذا أشار بقوله: (فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) ، لأن الأخذ هكذا أخفّ من غيره.

وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أشكل عليه معنى التخوف في الآية حتى قال له رجل من هذَيل: التخوف التنقص في لغتنا.

الوجه الثاني: أنه من الخوف، أي يهلك قوماً قَبْلَهم فيتخَوَّفوا همْ ذلك

فيأخذهم بعد أن توقَّعوا العذاب وخافوه، وذلك خلاف قوله: وهم لا

يشعرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>