وأما الكلام فمشتق من الكلْم بمعنى التأثير، لأنه يؤثر في ذهن السامع فائدة لم
تكن عنده.
وأما النور فلأنه يدرك به غوامض الحلال والحرام.
وأما الهدى فلأن فيه الدلالة على الحق، وهو من باب إطلاق المصدر على
الفاعل مبالغة.
وأما الفرقان فلأنه فرق بين الحق والباطل.
وجّهه بذلك مجاهد، كما أخرجه ابن أبي حاتم.
وأما الشفاء فلأنه يشفي من الأمراض القلبية، كالكُفْر والجهل والغل.
والبدنية أيضاً.
وأما الذكْر فَلِمَا فيه من المواعظ وأخبار الأمم الماضية.
والذكر أيضاً الشرف، قال الله تعالى: (وإنَّه لَذِكْرٌ لَكَ ولقَوْمِك) ، أي
شرف، لأنه بلغتهم.
وأما الحكمة فلأنه نزل على القانون المعتبر من وَضعْ كل شيء في محله، أو
لأنه مشتمل على الحكمة.
وأما الحكيم فلأنه أحكمت آياته بعجيب النظم وبديع المعاني، وأحكمت عن
تطرّق التحريف والتبديل، والاختلاف والتباين.
وأما المهيمن فلأنه شاهدٌ على جميع الكتب والأمم السالفة.
وأما الحَبْل فلأنه مَنْ تمسك به وصل إلى الجنة أو الهدى.
والحبل: السبب.
وأما الصراط المستقيم فلأنه طريق إلى الجنّة قويم لا عوج فيه.
وأما المثاني فلأن فيه بيان قصص الأمم الماضية، فهو ثان لما تقدمه.
وقيل لتكرار القصص والمواعظ فيه.
وقيل: لأنه نزل مرة بالمعنى ومرة باللفظ والمعنى:
لقوله: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (١٩) .
حكاه الكرماني في عجائبه.