وهو سؤال عنهم، وإنما كان يتطابق ذلك لو قيل: يتساءل المجرمون ما سلككم؟
قلت: ما سلككم ليس ببيان التساؤل عنهم، وإنما هي حكاية قول المسؤولين
يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين، فيقولون: قلنا لهم: ما سلككم في سقَر؟ قالوا: لم نك من المصلّين، إلا أن الكلام جيء به على الحذف والاختصار، كما هو نهج التنزيل في غرابة نَظْمه.
(مَعَاذِيرَه) :
في معناه قولان:
أحدهما: أنَّ المعاذِيرَ الأعذار، أي الإنسان يشهد على نفسه بأعماله، ولو
اعتذر عن قبائحها.
والآخر: أنَّ المعاذير الستور، أي الإنسان يشهد على نفسه يوم القيامة ولو
أسدل الستور على نفسه في الدنيا حين يفعل القبائح.
(مَعَاشاً) : أي يُطلب فيه المعيشة، فهو على حذف مضاف
تقديره ذا معاش.
وقال الزمخشري: معناه يعاش فيه، فجعله بمعنى الحياة في
مقابلة السيئات التي بمعنى الموت.
(مَفَازا) : أي موضعَ فَوْز، يعني الجنة.
(ما قَدَّمَتْ يَدَاه) : يعني يرى كل أحد ما عمل من خير أو شر.
(ماءَها ومَرْعَاها) : نسب الماء والمرعى إلى الأرض، لأنهما يخرجان منها.
فإن قيل: لِمَ قال: (أخرج) بغير عطف العاطف؟
فالجواب أنَّ هذه الجملة في موضع الحال، أو تفسير لما قبلها، قاله