للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولَه: (يَتَسَاءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) .

وهو سؤال عنهم، وإنما كان يتطابق ذلك لو قيل: يتساءل المجرمون ما سلككم؟

قلت: ما سلككم ليس ببيان التساؤل عنهم، وإنما هي حكاية قول المسؤولين

يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين، فيقولون: قلنا لهم: ما سلككم في سقَر؟ قالوا: لم نك من المصلّين، إلا أن الكلام جيء به على الحذف والاختصار، كما هو نهج التنزيل في غرابة نَظْمه.

(مَعَاذِيرَه) :

في معناه قولان:

أحدهما: أنَّ المعاذِيرَ الأعذار، أي الإنسان يشهد على نفسه بأعماله، ولو

اعتذر عن قبائحها.

والآخر: أنَّ المعاذير الستور، أي الإنسان يشهد على نفسه يوم القيامة ولو

أسدل الستور على نفسه في الدنيا حين يفعل القبائح.

(مَعَاشاً) : أي يُطلب فيه المعيشة، فهو على حذف مضاف

تقديره ذا معاش.

وقال الزمخشري: معناه يعاش فيه، فجعله بمعنى الحياة في

مقابلة السيئات التي بمعنى الموت.

(مَفَازا) : أي موضعَ فَوْز، يعني الجنة.

(ما قَدَّمَتْ يَدَاه) : يعني يرى كل أحد ما عمل من خير أو شر.

(ماءَها ومَرْعَاها) : نسب الماء والمرعى إلى الأرض، لأنهما يخرجان منها.

فإن قيل: لِمَ قال: (أخرج) بغير عطف العاطف؟

فالجواب أنَّ هذه الجملة في موضع الحال، أو تفسير لما قبلها، قاله

الزمخشري.

<<  <  ج: ص:  >  >>