وتمذهب للشافعي رضي الله عنه، واشتغل يسيرا ومهر في الحساب وصناعة الدّيونة إلى أن استقل بوظيفة نظر الخاص بعد وفاة والده القاضي كريم الدين عبد الكريم في يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، وسنة نيف على عشرين سنة أو دونها، فباشر وظيفة نظر الخاص بتجمل، ونالته السعادة وحسنت سيرته وشكرت أفعاله بالنسبة إلى غيره من أبناء جنسه، هذا وخلفه مثل الصاحب بدر الدين بن نصر الله المعزول عن الخاص بوالده قبل تاريخه، وقد كان يترقب زوال والده القاضي كريم الدين عبد الكريم، وفي ظنه أن الملك الأشرف برسباي لا يعدل عنه إلى غيره، فوليها بعد موته ولده سعد الدين هذا، وخاب ظن الصاحب بدر الدين بن نصر الله، واستمر سعد الدين في وظيفته وسافر صحبة السلطان الملك الأشرف إلى آمد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة، بعد أن قام بالكلف السلطانية أحسن قيام، ثم من بعد عوده إلى القاهرة بمدة حصل عليه من السلطان إخراق، وضرب بسبب امتناعه عن الاستقرار بوظيفة الوزر، وتولى أخوه الصاحب جمال الدين يوسف الوزر كرها من غير إرادة أخيه سعد الدين المذكور، كل ذلك بعد فرار الصاحب أمين الدين إبراهيم بن الهيصم