وطبوا منه مركوباً؛ ليحملهم، فلم يعطهم شيئاً. فلما وصلوا إلى مصر عزل، وجهز إلى دمشق؛ فأكرمه الأفرم نائب دمشق، وولاه شد الدواوين بدمشق، وسلم الأمر إليه؛ فباشر الشد كالنيابة، يولي ويعزل ويحكم بما أراد.
وقيل إنما قربه الأفرم؛ وأعطاه هذه المنزلة إلا بسبب ولده علاء الدين قطليجا؛ فإنه كان مبدعاً بالجمال، ثم عزله الأفرم، وولاه نيابة حمص؛ فباشرها إلى أن مات في سنة ست وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
[طرنا]
بلبان بن عبد الله، أمير جندار، الأمير سيف الدين، المعروف ببلبان طرنا - يعني كركي -.
كان من جملة الأمراء بديار مصر، ثم نقله الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى نيابة صفد؛ فباشر نيابتها مدة، ثم وقع بينه وبين الأمير تنكز نائب الشام؛ فعزله السلطان، ورسم بتوجهه إلى دمشق. فلما وصل إليها، ودخل ليقبل يد تنكز ويسلم عليه أمسكه، وبقي في الاعتقال عشر سنين، ثم شفع فيه تنكز، وأخرجه