مولده سنة ست وأربعين وستمائة، وقدم دمشق شاباً، فاشتغل وبرع في مذهبه، وأخذ عن ابن أبي عمر، وابن عبد الوهاب، والفخر البعلبكي، وابن المنجا، وابن الصيرفي وغيرهم، وتخرج به جماعة، وكان رأساً في الفقه، درس وأفتى واشتغل عدة سنين. وَكَانَ بقية السلف، ذا إخلاص وورع وزهد وعفة توفي سنة تسع وعشرين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
[عماد الدين بن القيسراني]
٦٧١ - ٧٣٦هـ - ١٢٧٢ - ١٣٣٦م إسماعيل بن محمد بن عبد الله، القاضي عماد الدين أبو الفدا بن القاضي شرف الدين بن صاحب فتح الدين بن القيسراني.
كان من بيت علم وفضل وأدب، وكان حسن المحاضرة، يميل إلى الصلحاء ويقضي حوائجهم، ويتلطف بهم، وكان يذكر من كرامات الصالحين شيئاً كثيراً، بحيث أنه لو أراد أن يذكر ذَلِكَ أياماً لذكر، وكان محظوظاً من النساء ويحضر السماع وكان خيراً ديناً. وكان في أول أمره موقعاً بباب السلطان، ثم ولى كتابة سر حلب، فباشرها بحرمة زائدة، فلم يسهل ذَلِكَ بنائبها الأمير الطنبغا، وقرب القاضي علاء الدين ابن الأثير، ولم يزل بعماد الدين حَتَّى عزل وتوجه إلى دمشق، فقربه نائبها الأمير تنكز وصار يعظمه، ويقول له: ما هنا مصري إلا أنا وأنت.