ووافقه أكابر الدولة على السلطنة، وخلع الملك الصالح حاجي بن الملك الأشرف شعبان بن حسين، وتسلطن.
[ذكر جلوس الظاهر برقوق على تخت الملك]
لما كان بعد صلاة الظهر من يوم الأربعاء، تاسع عشر شهر رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة - الموافق له آخر هاتور، وسادس تشرين الثاني، والطالع برج الحوت - خطب الخليفة المتوكل على الله أبو عبد الله محمد وبايعه على السلطنة، وقلده أمر البلاد والعباد، وفوض عليه التشريف الخليفتي، ثم خلع على الخليفة أيضاً، وبايعه القضاة الأربعة، وأعيان الدولة على مراتبهم، فأشار شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني أن يكون لقب السلطان بالملك الظاهر وقال: هذا وقت الظهر، والظهر مأخوذ من الظهيرة والظهور، وقد ظهر هذا الأمر بعد أن كان خافياً؛ فتلقب بالملك الظاهر.