فلم تطل أيام جمال الدين في الوزر، واستعفى وعزل بعد أن ألزم هو وسعد الدين صاحب الترجمة بحمل جملة مستكثرة من الأموال إلى الخزانة الشريفة فحملا ما ألزما به من المال وخلع على سعد الدين بالاستمرار في وظيفة الخاص على عادته، ولزم أخوه جمال الدين داره إلى أن توفي سعد الدين بعد مرض طويل في يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاه المؤمني، ودفن بالقرافة رحمه الله، وتولى أخوه الصاحب جمال الدين الخاص من بعده.
وكان شابا حسن الشكالة، جوادا كريما، وعنده دربة وسياسة ومعرفة وإقدام، إلا أنه كان منهمكا في اللذات التي تهواها النفوس، ومسرفا على نفسه، وعنده قليل تيه وشمم، عفا الله عنه.
[ابن النجيب ٧٩٥هـ، ١٣٩٢م]
إبراهيم بن عبد الوهاب، الرئيس سعد الدين أبو الفضائل الشهير بابن النجيب القبطي الميموني.
كان من أعيان الكتبة، وباشر في عدة جهات، ثم تولى مباشرة ديوان الجيوش بالديار المصرية وغيرها، توفى سنة خمس وتسعين وسبعمائة.