فأخذ الزامر المزمارة وقدمها للشيخ بهاء الدين، وقال ما يحسن المملوك غير هذا، فعرف الشيخ بهاء الدين أنها من جهة الإمام، وله حكايات من هذا النمط، ثم انتقل إلى قوص وأقام بها، وكف بصره، ومات في حدود العشرين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
[ابن المعلم رشيد الدين أبو الفضل التيمائي]
٦٢٣ - ٧١٤هـ - ١٢٢٦ - ١٣١٤م إسماعيل بن عثمان بن عبد الكريم بن تمام بن محمد، العلامة رشيد الدين أبو الفضل، وقيل أبو الفدا القرشي التيمائي الحنفي المعروف بابن المعلم، شيخ الحنفية في زمانه.
ولد سنة ثلاث وعشرين وستمائة، سمع من الزبيدي ثلاثيات البخاري، وسمع مع العز النسابة وابن الصلاح وابن أبي جعفر، وتلا بالروايات عَلَى السخاوي وغيره، وكان رأساً في مذهبه، إماماً في الفقه وفروعه، والعربية والأصول، وله مشاركة في فنون، وحدث بمصر ودمشق، وكان ديناً زاهداً، مقتصراً في لباسه، متقشفاً، وعرض عليه قضاء دمشق فامتنع، واستمر عَلَى ما هو عليه من الاشتغال والأشغال إلى أن توفي بعد ولده الإمام تقي الدين يوسف في الخامس من شهر رجب سنة أربع عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى.