فكانت مدة ملك الناصر هذا بالقاهرة والكرك دون الأربعة أشهر.
ثم أمر الملك الصالح بتجهيز عسكر إلى الكرك ومحاصرتها، فتداولوه العساكر بالكرك فكان كلما جاءت إِلَيْهِ فرقة توجهت الأولى، ودام هذا الحال وطال الأمر، ولم يبق بمصر والشام أمير حَتَّى تجرد إلى الكرك مرة ومرتين، ثم أخذ أمر الناصر يتلاشى، وهلك من عنده من الجوع، وضرب الذهب وخلط فيه الفضة والنحاس، حَتَّى صار الدينار يساوي خمسة دراهم.
ثم أمسك الملك الناصر من الكرك في يوم الاثنين وقت الظهر في ثاني عشرين شهر صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وكتب بذلك إلى السلطان، فأرسل الأمير منجك الناصري وحز رأسه، وتوجه به إلى القاهرة، رحمه الله تعالى.
[القاضي نجم الدين القمولي]
...... - ٧٢٧هـ -...... - ١٣٢٧م أحمد بن محمد بن مكي بن أبي الحزم بن ياسين، القاضي نجم الدين القمولي الشافعي.