بهادر بن عبد الله الأوجاقي الناصري، الأمير سيف الدين، المعروف بحلاوة؛ وهو أنه كان يسوق البريد، وهو أوجاقي بالكوفية البيضاء؛ فكان إذا جاء المنزلة قال لغلمان البريد: تأكل حلاوة؛ فإذا قال: نعم ضربه؛ بالمقرعة؛ فسمي بحلاوة.
وكان فيه همة وقدرة على السوق، وقضى أشغالاً كثيرة؛ فقدمه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، وألبسه الكلوتة، وصار من أعيان الدولة. وكان تنكز نائب الشام يعظمه، ويدعوه: ابني تارة بالتركي، وتارة بالعربي، وكان يخلع عليه تنكز قباء مطرز مغشى بكمخا.
ولما ولى الأمير ألطنبغا نيابة دمشق أنعم على بهادر هذا بإمرة طبلخاناه بها، وصار مقدم البريدية بها، ودام على ذلك إلى أن أخرج الملك الناصر أحمد ابن محمد بن قلاوون خبزه، ثم أعيد إليه، ثم أخرج إقطاعه الأمير أيدغمش لما ولى نيابة دمشق إلى أحد أولاده، وأنعم عليه بإقطاع آخر، وولى البر؛ فأقام