جكم بن عبد الله من عوض الظاهري، الأمير سيف الدين، المتغلب على حلب، الملقب بالملك العادل.
كان من عتقاء الملك الظاهر برقوق ومن أعيان خاصكيته، ثم أمره عشرة، ثم طبلخاناة في العشرين من شهر من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانمائة، ثم صار في دولة ابن أستاذه الملك الناصر فرج بن برقوق أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، ولا زال يترقى حتى صار دوادارا كبيراً بعد ركوبه على الأمير يشبك الشعباني الدوادار ونصرته عليه.
وسببه أن جكم المذكور وقع بينه وبين يشبك وحشة، فاستمال يشبك السلطان الملك الناصر فرج، وكان صغيراً إذ ذاك، بأن يولى جكم هذا نيابة صفد، فرسم السلطان له بذلك، وأرسل إليه بالتقليد، فقال جكم نحن مماليك السلطان ومهما أشار به فلا خلاف، غير أني لم أكن وحدي حتى أتوجه إلى صفد،