البلد، وهو ذو وجاهة، وضاق عليهم الوقت، وأرادوا الدخول في السبت، وانحصروا، فقالوا له: يا سيدي قد قرب آذان المغرب ونريد نغلق الكنيسة، فقال: أبيت فيها لأني نذرت أن أنسخ هذا المصحف هنا.
فضاقوا وضجوا وقالوا: والله ما نطيق هذا، وغداً السبت، فقال: كذا انفق، ولابد من المقام هنا إلى أن يفرغ هذا المصحف، فدخلوا عليه وقبلوا أقدامه وأقسموا عليه.
فقال: ولا بد؟ قالوا: نعم، قال: التزموا لي بأن تحرموا هذا المستوفي حتى لا يعود يباشر الأوقاف، فالتزموا له بذلك، واستراح المسلمون منه.
وكان له من هذا النمط أشياء لطيفة.
توفي بحلب سنة تسعين وستمائة، رحمه الله تعالى.
[شهاب الدين البارزي ٦٧٤ - ٧٥٥هـ، ١٢٧٥ - ١٣٥٤م]
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن المسلم بن هبة الله بن حبان بن محمد ابن منصور بن أحمد، القاضي الصاحب شهاب الدين أبو العباس الجهني الحموي الشافعي، نزيل دمشق.